هكذا يضرب كورونا لبنان ويبدو أن كورونا اللبناني أكثر فتكا من كل أمراض العصر وهو مرض الفساد والنهب والكذب والاستئثار بالسلطة والقرار.
 
الشارع يغلي، البلد مفلس، والشعب اللبنانيّ كله في وضع لا يُحسد عليه، وعلى وقع المواقف الخارجية من التشكيلة الحكومة الجديدة التي لا تبشر بالخير، عقدت أمس جلسة مناقشة موازنة 2020، بعد تحول وسط بيروت ومحيط المجلس النيابي إلى ما يشبه ساحة حرب بعد استنفار نصف الجيش والأجهزة الأمنية لحماية "السادة" نواب الأمة و "السادة" وزراء الحكومة العتيدة الجديدة .  
 
عقدت الجلسة وأقل ما يقال عنها باللبناني الدارج "سلق بسلق" وكأن فعل اللصوصية أصبح اختصاصا لدى السلطة بتركيبتها الحالية النيابية والوزارية وكأن الكورونا السياسي أصاب السلطة بنوابها ووزرائها لعقد هذه الجلسة والتصويت على الموازنة بـ 49 صوت بعدما انقذ الجلسة الرئيس سعد الحريري وكتلته الذي ظل متأرجحا بـ مع وضد حتى اللحظة الأخيرة ولكنه يبقى رب التسويات والتنازلات وكيف لا وهذه الموازنة موازنة حكومته التي سقطت في الشارع بسببها وغيره من الأسباب والمضحك المبكي أنه صوت وكتلته ضد موازنة حكومته السابقة.
 
بين العراضات والإعتراضات انتهت الجلسة وأثبت الرئيس بري أنه غير قبل للحرق وأنه مضاد للحروق والدروع وأنه غير معني بما يحصل في الشارع لا ضده ولا ضد غيره من هذه السلطة،  المهم أن السلطة ممسوكة والدولة في أيد بلطجية خبيرة ويجب أن تعقد الجلسة كيف ما كان ويجب إقرار موازنة السلطة بغض النظر عما يحصل في الشارع.
 
انتهت الجلسة وأقرت الموازنة بسلام، السلام الذي يريدونه لموازنتهم وحصصهم وشركاتهم، دون أي إصغاء أو اهتمام لصرخات اللبنانيين الموجودين في محيط المجلس والمعترضين على كل الطاقم السياسي والمعترضين على كل السياسات الإقتصادية.
 
هذا حال البلد كله ترقيع وتشبيح، وتصريح من هنا وتصريح من هناك والمشكلة اللبنانية في مكان آخر لا تعني كبار القوم ولا حتى صغارهم والمشهد كله يختصره اللبنانيون بالضحك والنكات التي كان آخرها "نكتة" وزير الصحة الجديد وتصريحه العلمي والمهني حول "كورونا" الذي قلب موازين الطب العالمي وأدخل اللبنانيين من جديد إلى سوق الإختبارات الطبية الحديثة.
 
هكذا يضرب "كورونا" لبنان ويبدو أن كورونا اللبناني أكثر فتكا من كل أمراض العصر وهو مرض الفساد والنهب والكذب والاستئثار بالسلطة والقرار. 
حمى الله اللبنانيين من هذا الكورونا اللبناني والصيني.