هناك أغبياء من المحبين للرئيس يساعدون أعداءه عليه من خلال ممارسة أسوأ أنواع العنف ضدّ المتظاهرين .
 
 
 
منذ اليوم الأول لإستلام الوزراء لوزاراتهم والتنعم بنعم الكرسي كان صوت الحكومة واضحاً وصادحاً وجامعاً أن لا حلّ على المدى المنظور أي طيلة عمر الحكومة فلا إمكانية لعودة الدولار إلى ما كان عليه ولا إمكانية لشحذ أموال من الدول التي إعتادت على إقراض لبنان وتقديم المساعدات له لعدم توفر مناخ صالح لإجراء الإصلاحات المطلوبة في ظل مواقف عربية واضحة تعتبر حكومة دياب حكومة مقنعة بوجوه معادية للسياسات العربية والخليجية على وجه الخصوص وهي بالنسبة للدول الغربية حكومة الفرصة المتاحة كي تثبت عكس ما هي عليه فتذهب مباشرة إلى بذل لا ما أمكن بل ما هو مطلوب منها في دفتر الشروط الأميركية كي تنال ثقة المجتمع الدولي .
 
نحن أمام حكومة ممتحنة في كل شيء ومن قبل الداخل والخارج في ظل إمكانية عارية من أي ورقة توت تستر عورتها وهذا العجز ليس توصيفاً من قبل الممتحنين لها بل هو تعبير واضح من تعبيرات الوزراء المباشرة والتي لم تدّعي صلة بالحل بل التصاقاً بعمق الأزمة وهذا ما يجعل منها حكومة غير ناضجة ومشوهة نتيجة ظروف تشكيلها ونتيجة ظروف الواقع اللبناني المنقسم عليها ونتيجة عدم نيل ثقتي العرب والغرب بالمعنى الفعلي كونها مستحضرة من قبل جهات معادية لهم .
 
في الشارع غضبان غضب الشعب الذي تمّ التعامل معه بإستخفاف في حكومة ناعمة لا علاقة لها بجدول أعمال الثورة وبمنطق القوّة التي فرضت عليه الإنصياع للرصاص المطاطي وغضب كل من تيار المستقبل وحزبيّ التقدمي والقوات وما يعني ذلك من وضع عصي متعددة في عجلة الحكومة إن أقلعت لعدم توفر المواد التي تحتاجها دراجة الحكومة كي تنطلق في ورش أعمالها .
 
في السلطة قوى ممسكة بزمام الأمور ومازالت تتصرف وفق عهدها بالعهد بمعنى أنها غير مكترثة أصلاً بأصوات الناس وهي تتحايل سياسياً لتمرير الوقت العصيب في ظل شارع منتفض على المنتفضين وهو على أهبة الإستعداد لخنق الصوت الإعتراضي من حباله وهذا ما تفعله السلطة السياسية ما بين رجوع الأمن لحماية حقوق المتظاهرين والوقوف على مساحة بعيدة من الخطورة المباشرة .
 
ثمّة حرص مدروس على جعل الرئيس بري محرقة المرحلة بتسليم السلطة له بدءً من تشكيل الحكومة ومن تنفيس أجواء الثورة بمزيد من البلطجة كما تسمي ذلك جريدة الأخبار بعد أن إدعى حزب الله نأياً عن الحكومة في التمثيل وكذلك التيّار الحرّ الذي نفض أيادي جبران المتعددة من أي مشاركة في الحكومة كذلك حال أطراف أدنى من الإثنين .
 
 لذلك تمّ وضع الرئيس بري في وجه العاصفة الداخلية والخارجية لا حباً به بل كرهاً وعلى خلفيات متعددة وما الإحراق المفتعل لبعض صوره والتسريب المطلوب لجهة تهمة تهريب الأموال والحديث الفاضح عن حجم ثروات الرئيس وعائلته في ظل هجمة معلنة من قبل حلفاء سورية ومبرمجة إلا مبررات كافية لحرق الرئيس نبيه بري وهناك أغبياء من المحبين للرئيس يساعدون أعداءه عليه من خلال ممارسة أسوأ أنواع العنف ضدّ المتظاهرين .