ماذا وراء الهجمة على نبيه بري؟ الأجابة في مقال الكاتب عماد قمحية في مقال نشره الموقع في كانون ثاني عام 2018
 
مربكا ظهر الأمين العام لحزب الله، عند إجابته على سؤال الصحافي سامي كليب بمقابلته الأخيرة عن عدم مشاركة حركة أمل العسكري في سوريا، ولم يكن جوابه مقنعا حتى للسائل نفسه،ولم ينف السيد أن الموضوع كان محط نقاش! ثم أردف قائلا:  " بعدم وجود ضرورة لذلك ". في حين أن المعطيات الميدانية والوقائع تقول بأن النظام السوري وحلفائه لم يألوا جهدا للإستعانة بأي فصيل أو مقاتل تم إستحضاره من أقاصي الأرض للقتال إلى جانبهم، من العراق وباكستان وأفغانستان فضلا عن الطلب من حلفائهم اللبنانيين وفي مقدمهم الحزب السوري القومي الإجتماعي. لم يشأ السيد أن يوحي بأن عدم مشاركة حركة أمل كان بقرار صريح وواضح من الرئيس نبيه بري لاعتبارات ليس الآن مجال ذكرها، وحرص السيد بإجابته أن يؤكد على فكرة الدعم السياسي والإعلامي " وكل ما كان يطلب منها " لدعم حضورنا في المعركة . لا شك بأن القرار التاريخي للرئيس بري بعدم مشاركة مقاتلي الحركة بالحرب السورية إلى جانب النظام كان له مفاعيل مفصلية ومؤشرات تُظهر حقيقة  موقف بري من هذا النظام، وبأنه لم يقتنع بكل المبررات التي سيقت من أجل الدفاع عنه وبذل الدماء للحفاظ على استمراره. 
 
 
بالمقابل فان هذا النظام وحلفائه، ينظرون إلى حجم التحالف مع الأفرقاء والأحزاب المحسوبة عليهم فقط من خلال مشاركتهم العملية وما بذلوه في سبيلهم من دماء. تقول المصادر بأن ماهر الأسد، قد أوصى من يعنيهم الأمر بالتصويت للنائب أسعد حردان كي يأخذ الصوت التفضيلي عن مقعد مرجعيون - حاصبيا كونه أرسل قوات من الحزب القومي السوري للمشاركة بالحرب السورية. وعليه فمن بديهيات القول أن يكون ماهر الأسد أيضا قد أوصى بتحجيم أو إقصاء كل من لم يرسل قواته للمشاركة بهذه الحرب، ومن هنا فقط يمكن أن نفهم هذا الهجوم العوني الباسيلي على بري، والأهم في هذا الصدد يمكن أن نفهم صمت حزب الله عن هذه الهجمة!  فهل ينجح ماهر الأسد بتدفيع الرئيس بري ثمن عدم مشاركة حركة أمل بالحرب في سوريا ؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة من خلال رسم صورة التحالفات المقبلة، وأسماء المرشحين على لوائح حزب الله، الشيعية تحديدا .