ركّز عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​هاني قبيسي​، على أنّ "هناك مشروعًا خارجيًّا يريد استغلال صدق بعض ال​لبنان​يين ممّن خرج إلى الشارع، مطالبًا بمقارعة ​الفساد​ ونحن معهم، ولكن أن يُحارَب الفساد بالتخريب وتسكير الطرقات وتدمير ​البنى التحتية​، بإقامة واقع جديد على ساحة ​بيروت​ لتصبح هذه الساحة مهشّمة محطّمة يحكمها البعض بطريقة غوغائيّة، لا توصل إلّا إلى فوضى أرادوها من خلال الفراغ بداية".


ولفت خلال إلقائه كلمة "​حركة أمل​" في حفل تأبيني في بلدة زبدين، إلى أنّه "إذا أردتم التغيير والانتقال إلى واقع أفضل، علينا الحفاظ على الإنجازات وألّا نسير خلف عناوين فضفاضة يريدون من خلالها إقناع ​الشعب اللبناني​ بالإنقلاب على واقعه وإنجزاته ونصره، وتحريضه على الأحزاب والتيارات والحركات الّتي حقّقت وأنجزت من مقاومة وإنماء إلى نظام مستقر، إلى واقع لبناني يعترف ب​المقاومة​ ويؤدّي التحية لها".

وشدّد قبيسي على أنّ "ثوابت النصر الّتي حفظت لبنان لن يتغيّر منها حرف واحد، ومسيرتنا في سبيل الدفاع عن الوطن إن كان من أعداء الخارج أو من طائفيّة متجذّرة في الداخل، فمهما حاولوا تشويه الصورة ومهما اشتروا من مؤسّسات إعلاميّة وبذلوا لها الأموال لكي تشوّه صورة من حفظ الوطن، سنصرّ على مسيرة النضال والتضحية والجهاد، وسنبقى في خطّ رسمه الإمام المغيّب ​موسى الصدر​، بأنّ علينا أن ندافع عن لبنان أكان بوجه الصهاينة أو بوجه الطائفيّة". وأوضح أنّ "الّذي يتحكّم بمسار الأمور على ساحة الوطن في هذه الأيام هو المسار الطائفي ومحاولة تشويه صورة الأحزاب وتحطيم صورة الوطن بعاصمته بيروت، وهذا أمر غير مقبول وهناك سعي من وراءه لتغيير المفاهيم السياسيّة للوطن. فما لم تستطع ​إسرائيل​ تغييره من مفاهيم سياسيّة بآلاتها العسكريّة لن يتمكّن أحد من بعض الّذين باعوا ضمائرهم من تغيير أو المسّ بهذه الثوابت".

وأكّد أنّ "على كلّ مخلص وكلّ سياسي على ساحتنا أن يخرج من قوقعته الطائفيّة وينتقل إلى رحاب الوطن، لنحمي وطننا ضمن ثوابته والأسس الّتي انتصر من خلالها ونحارب كلّ أعداء الداخل من طائفيّة وفساد مستشري في أغلب مؤسّسات الدولة"، مبيّنًا أنّ "هذا الأمر بحاجة إلى عقلاء وليس إلى فوضويّين يريدون تعطيل المؤسّسات وحصار ​المجلس النيابي​ وتعطيل عمله".

وأشار إلى أنّ "بعد تشكيل حكومة بعيدة عن محاصصة وتضمّ كفاءات نفتخر بوجودها على الساحة اللبنانية، المطلوب اليوم أن نسمح لهذه ​الحكومة​ أن تقوم بعملها"، لافتًا إلى "أنّنا أمام محطّات دستوريّة أساسيّة وأهمّها إقرار ​الموازنة​ دستوريًّا قبل نهاية الشهر الحالي، وإلّا يصبح كلّ صرف للأموال مخالف للقوانين وللدستور اللبناني". وسأل: "لمصلحة من تعطيل المجلس النيابي وتعطيل جلساته؟ فمن يريد التغيير في هذا الوطن عليه أن يبرز وجهًا مختلفًا بعيدًا عن تعطيل المؤسّسات"، مركّزًا على أنّ "علينا جميعًا العمل للمحافظة على هذا الكيان الّذي تعرّض للكثير من المؤامرات والحروب، ليبقى لبنان الّذي طبّق فيه "​اتفاق الطائف​" برضى الجميع، فلا يمكن أن يخرج البعض شاهرًا سيفه على نظام ارتضيناه جميعًا، دون استحضار البدائل لنظام جديد".

كما رأى قبيسي أنّ "من أراد الخروج من هذه المنظومة، يعرّض الحكم في لبنان للخطر بشكل كامل، فلن نقبل بفراغ ولن نسير مع فوضى ولن نردّ على الكثير ممنّ يريد تهشيم صورة هذا الوطن بأحزابه وتياراته لصالح الغرب وشعاراته، بل سنبقى بإطار الحرص على نظامنا وإنجازاته وانتصاراته، لأنّنا نحن كأحزاب وطنيّة مقاومة قدّمنا الغالي والنفيس لبقاء هذا الوطن".