خشّان: هذه الحكومة، وفق التقييم الاميركي، هي نتاج لقاح تمّ بين نسيبين، وهما حزب الله والنظام السوري
 
قال الكاتب السياسي اللبناني فارس خشّان انّ الحكومة الجديدة تعاني من تشوّهات خلقية ستنعكس سلبا، من دون أدنى شك، على الوظائف المنوطة بها وعلى الآمال المعقودة عليها، وبالتالي على لبنان، دولة ومؤسسات وشعبا.
 
ولفت في هذا الإطار، الى ان هذه الحكومة، وفق التقييم الاميركي، هي نتاج لقاح تمّ بين نسيبين، وهما "حزب الله" والنظام السوري، وفي مقابلة اعقبت ولادة هذه الحكومة كان لافتا قول مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط دايفيد شنكر لميشال غندور في "الحرة" ان هذه الحكومة شكّلها ويدعمها "حزب الله" ومؤيدو النظام السوري في لبنان.
 
واعتبر خشّان ان هذا التقييم الاميركي الأولي للحكومة يفيد، بما لا يقبل الشك، بأن الحكومة الحالية ستواجه مشاكل كبيرة مع المجتمع الدولي، على اعتبار ان تقديم مساعدات للبنان من خلالها يعني المساهمة في تسهيل إحكام سيطرة "حزب الله" على القرار السياسي في البلاد.
 
وأشار خشّان، في حديث لموقع لبنان الجديد، الى ان الاهتمام بالتقييم الاميركي للحكومة، له أهمية قصوى لأن الحكومات والصناديق والمصارف الدولية التي تأمل الحكومة ان تساعدها ماليا واقتصاديا للخروج من المأساة المالية والاقتصادية والحياتية، تتأثر بالنظرة الاميركية الى لبنان.
 
ولفت في هذا الإطار الى ان العامود الفقري لمجموعة الدعم الدولية للبنان تتشكل من ثلاث دول وهي الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا، أي من دولتين تدرجان "حزب الله" بكليته على قائمة الإرهاب.
واعتبر ان دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية، لا تنظر الى لبنان من خارج النظرة الاميركية، لا بل يمكن القول ان الرياض قد سبقت واشنطن في هذا المضمار.
 
واستنتج خشّان ان هذه النظرة الاميركية-الخليجية الى الحكومة قد يجعل فتح أبواب الدول القادرة على المساعدة شبه مستحيل، وقال:"قد تتوافر إمكانية قيام رئيس الحكومة بزيارات لهذه العاصمة او تلك، ولكن على الأرجح ان تكون بلا ترجمات عملية."
 
وردا على سؤال يتصل بثقة الداخل بالحكومة الجديدة أجاب خشّان: "دخل لبنان في أزمة وجودية تسببت باندلاع ثورة غير مسبوقة، في ظل حكومة كان يشارك فيها كل لبنان السياسي، وفي ضوء الانتخابات النيابية، فكيف يعقل ان تعيد حكومة نصف لبنان، وبعدما أسقطت الثورة الآثار التمثيلية للانتخابات النيابية عن الطبقة السياسية، هذه الثقة الداخلية؟"
 
وقال: البعض يعتقد بأن العمليات التجميلية يمكن ان تغش المواطن، فجاءوا بوزراء يتمتعون بمؤهلات "دفترية"، أي بسير ذاتية جيدة، كما أكثروا من السيدات، وكذلك من حملة الجنسية الاميركية، ولكنهم تناسوا ان المشكلة الحقيقية، تكمن في الجهة التي تتحكم سياسيًا بالحكومة وبالوزراء وبالقرار.
 
وأعرب خشّان عن اعتقاده بأنّ بداية الإنقاذ تكمن في الاستجابة لتطلعات اللبنانيين التي يمكن اختصارها بجملة واحدة: إبعاد لقمة العيش عن الصراع السياسي.
 
وقال إنّ هذا لمستحيل إذا بقي الممسكون بالقرار السياسي مصرين على معالجة الواقع المأزوم بعيدا من معالجة التورط المتمثّل  بالخضوع  للأجندة الإيرانية التي يحملها "حزب الله"، لأنّ هذه الأجندة الإيرانية تقسّم البلاد وتقحمها في صراعات داخلية وخارجية، وتقدّم الى السلطة رجالات يكونون في خدمة هيمنتها ممّا يعطيهم حصانات ضد ما يرتكبونه من موبقات، ويضعف الجاذبية اللبنانية في الخارج مما يُبعد الدعم المطلوب بإلحاح.
 
ولفت الإنتباه الى أن كل كلام على إعطاء هذه الحكومة فرصة، هو كلام سياسي، لا قيمة له، فالمشكلة معروفة وجرى تشخيصها، وهذه الحكومة، بتشوّهاتها الخلقية، تهدف فقط الى شراء الوقت، وسبق للبنان، أن دفع كل احتياطاته، في شراء الوقت.
 
وختم قائلا: إن التقييم السلبي للحكومة ولقدراتها، لا يهدف الى إحباط الهمم بل الى تدارك سريع للمشكلة، لأنّ لبنان دخل في مرحلة لم يعد فيها ممكنا السماح للممسكين بالقرار أن يدخلوا تحسينات على الأسلوب حتى يعوّموا همينتهم، بل بات مطلوبا أن تسقط هيمنتهم حتى يتغيّر المسار من سلبي الى إيجابي.