لعل ناصيف حتي هو أحد الوزراء الذين تنطبق عليهم صفة «الاختصاصي» التي أرادها رئيس الحكومة حسّان دياب لكل عضو في حكومته. فالوزير حتي يجمع الخبرة في العمل الدبلوماسي في جامعة الدول العربية عندما كان مستشارا لأمينها العام، كما كان مديرا لمكتب الجامعة في باريس وشغل منصب مدير مكتب الجامعة لدى منظمة الأونيسكو ومارس التعليم الجامعي.
 
 
ويراهن كثيرون على أن حتي سيكون مؤهلاً ليلعب دورا حقيقيا في إعادة علاقات لبنان الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية إلى سابق عهدها، أي عندما كانت تقف إلى جانب لبنان عندما كان يتعرض لأزمات مالية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من سفير لبناني في وزارة الخارجية اللبنانية أن باستطاعة الوزير الجديد للخارجية أن يعيد الحرارة إلى العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وباقي الدول العربية بعد البرودة التي اعترتها نتيجة مواقف الوزير السابق جبران باسيل وتصرفاته لا سيما في عدد من اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب. وكان باسيل يعارض أي قرار يتخذه الوزراء بشأن «حزب الله»، كما أدت مواقف باسيل إلى فرملة الكثير من الاتفاقات التي كانت جاهزة للتوقيع بين لبنان وعدد من الدول العربية البارزة.
وقال السفير نفسه لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مهمة أخرى تنتظر حتي، وهي تصحيح التعاطي الدبلوماسي البارد بين بيروت وواشنطن على عكس التعاطي في الملف العسكري بسبب انحياز باسيل إلى محور سياسي إقليمي آخر وإلى محاولة استبدال التحالف مع واشنطن بموسكو». وأضاف: «يتوقع أيضا من حتي فتح خط سريع مع فرنسا وهي الدولة التي تشرف ونظمت مؤتمر سيدر واحتضنته من أجل الإسراع في البدء بتنفيذ مقرراته المتوقفة بانتظار إقرار الموازنة ومشروع إصلاحي متعلق بمكافحة الفساد».
وأشار إلى أن مهمات كثيرة ستكون ملقاة على عاتق حتي عربيا وأوروبيا وأميركيا، لكن المهم أن يفسح له المجال كي يقوم بما هو مطلوب منه وبما تحتاجه البلاد. ويقول: «من عرف حتي يدرك أنه محنك وشارك في الكثير من الاتصالات العربية - العربية ولعب دورا مهما في توطيد التعاون بين فرنسا وجامعة الدول العربية عندما كان رئيس بعثة جامعة الدول العربية في باريس منذ العام 2000».
وينتظر أن يتم التسلم والتسليم بين حتي وسلفه باسيل بعد غد الاثنين بعدما تأخر ذلك بسبب قيام باسيل بزيارة إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي.