إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القُربى وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي،
 
 يعظكم لعلّكم تذكّرون. ( قرآن كريم).
 
ها هي بوادر إبداعات الحكومة "الدّيابية"، الإعتداء على المتظاهرين السلميين أمام أهم معقل من معاقل الفساد في الجمهورية اللبنانية الثانية: مجلس الجنوب وراعيه رئيس مجلس النواب نبيه بري( دون إغفال باقي المجالس الفاسدة، الإنماء والاعمار ومجلس المهجرين والهيئة العليا للإغاثة)، وفساد هذا المجلس كان قد طبّق الآفاق، وغدا على كلّ شفةٍ ولسان، وعلى مدى عشرات السنين، وكان رئيسه الحالي السيد قبلان قبلان قد صُرف من الخدمة ووُضع بتصرف رئيس الحكومة عام ١٩٩٦، مع عددٍ من المدراء العامين، ونُفّذت قرارات الصّرف بكافة المسؤلين الذين طالتهم هذه القرارات، ما عدا السيد قبلان، حين وقف يومها الرئيس بري مُدافعاً شرساً عنه مُهدّداً مُتوعداً، حتى نال مرامه، وثُبّت السيد قبلان في منصبه، وما زال في موقعه رغم مُضيّ أكثر من ربع قرنٍ من الزمن على ذلك.
 
 
اليوم، وبمجرد توجُّه بعض المتظاهرين ليرفعوا الصوت عالياً أمام مجلس "الجيوب" ( كما يحلو لأهل الجنوب إطلاق هذا النّعت عليه بدل مجلس الجنوب)، خرجت عليهم جحافل "ميليشيا" الأستاذ بالعصيٍ والهراوات والأسلحة الحادّة، ضرباً وتكسيراً، مع ما يلزم من الشتائم المُقذعة، وكل ذلك مُغطّى بدعاوى " المقاومة" وتضحياتها، بعد استعارتها من حزب الله، ورميها بوجه الفقراء و"محرومي" الإمام المغيب موسى الصدر، ومُقاومي الحركة الوطنية، الذين كانوا أول من أطلق شعلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي عام ١٩٨٢، وجرى التّنكيل بهم فيما بعد وتشتيتهم، واغتيال قادتهم، ورمي بعض فلولهم على أعتاب "المقاومة والممانعة" التي صرفت وُجهتها عن إسرائيل، إلى ساحاتٍ بعيدة ومعارك وهمية ما أنزل الله بها من سلطان.