كان حادثًا يؤكّد على معاناة طلاب جامعة الوطن التي كثيرًا ما تمّ إهمالها ولم يُعرها المسؤولون أيّ اهتمام، رغم المناشدات المتواصلة. يبدو أنّ يوم أمس كان بمثابة غيض من فيض، بحسب ما أكّد المتفاعلون مع المنشور، ويطرح الكثير من الأسئلة التي لا جواب عليها من المعنيين أنفسهم.
 

لم يكن يوم أمس عاديًا في كلية العلوم- الجامعة اللبنانية، حيث تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي ما جرى داخل أحد صفوفها ونقلاً عن أحد الطلاب الذي كان متواجدًا في المكان.

 

كان حادثًا يؤكّد على معاناة طلاب "جامعة الوطن" التي كثيرًا ما تمّ إهمالها ولم يُعرها المسؤولون أيّ اهتمام، رغم المناشدات المتواصلة. يبدو أنّ يوم أمس كان بمثابة غيض من فيض، بحسب ما أكّد المتفاعلون مع المنشور، ويطرح الكثير من الأسئلة التي لا جواب عليها من المعنيين أنفسهم.

 

وتحت عنوان "معتقل الجامعة اللبنانية" روى أحد الطلاب عبر حسابه ما حصل، مؤكدًا أنّه لم يكن ليصدّق ما جرى لولا أنّه كان شاهدًا عليه، حيث كتب: "هذا الأسبوع هو وقت ال Lab Finals حيث نمتحن ٤ مرات يوميا او اكثر.. دون دقيقة استراحة واحدة..و بلا أيام عطل..و كذلك الحصص الإضافية التي يأخذها الدكاترة..يعني لا وقت للراحة او للدرس او للنوم..امتحاننا اليوم كان في ال 11 صباحا..استبشرنا خيرا بنوم هنيئٍ صباحاً...إلى أن قامت الادارة بابلاغنا مساء الاربعاء(الساعة 9 ليلا) بأن جميع الكروبات يجب أن تحضر صباح الخميس الساعة 8 ..و إلا فيعتبر المتأخر رااسب !!"

 

وتابع: "تبعثرت كل مواعيدنا فسهر معظمنا الليلة الماضية يدرس..وصلنا الى الجامعة و البعض منا لم ينم دقيقة..ثم جاءت الصدمة !!..مختبر بالكاد يتسع ل 25 شخصا..سيحبسون فيه 70 شخصا(على الأقل)..أخذوا هواتفنا..و دخلنا المختبر الضيق ندوس على بعضنا البعض كأحد سجون باناما المكتظة!! و أُغلق الباب..ساعة او اقل..و تعرضت طالبة لعارض صحي مفاجئ!! ضيق تنفس حاد و بدأت تفقد الوعي..هرعنا نحو الباب لنُصدم بأن الباب مقفل من الخارج !!!بدأنا بالصراخ و بالطرق الشديد على الباب..لم يفتح أحد !!تفاقمت حالة الطالبة..المختبر مكتظ بشكل مرعب..الكل خائف و متوتر..الأغلبية لم يحظ بنوم جيد منذ أيام..بدأت الفتيات بالصراخ و البكاء..لم يفتح أحدٌ الباب..غابت الطالبة عن الوعي بشكل كامل !! فُتِح الباب أخيرا..و لكن غير مسموح لأحد بالخروج !! و لا مسعف في الجامعة !!"

 

إقرأ أيضًا: هل عاد انفلونزا الخنازير إلى لبنان من جديد؟

 


وختم: "مرّ أحد الدكاترة فانصدم مما حصل .. 70 طالبا محتجزون في مختبر ضيق بدون طعام او ماء او تدفئة..و الباب مقفل !!! ماذا لو كانت االحالة في غاية الخطورة ؟؟ هل يموت الطالب ؟؟ و يتعفن داخل المختبر لنلقى جوابا شافيا. ؟؟ هل هذه جامعة أو سجن ؟؟؟ هل نحن طلاب ام حيوانات ؟؟ لماذا يتوجب على الطالب فقط أن يتقيد بالنظام و الوقت و الاحترام ؟؟ في حين أن الادارة لا تبدي أي اعتبار لصحتنا الجسدية و النفسية و لحققوقنا الواضحة و البديهة ؟؟؟ إلى متى و الطالب في الجامعة اللبنانية مظلوم و مهدور الحق بدون أي عون او مساعدة ؟؟؟"

 


فتحت هذه الحادثة باب صرخات الطلاب من جديد، إذ أكّدت إحدى الطالبات في الكلية نفسها لموقع لبنان الجديد، أنّهم كطلاب لا يحصلون على أدنى حقوقهم: "مثلاً الجميع شاهد كيف دخلت المياه إلى القاعة عندما تسبّبت العاصفة الماضية بالفيضانات. هذا لا شيء. النقص و"التعتير" هناك وهناك، هذا إذا ما قمنا باستثناء الضغط النفسي الذي نعانيه بسبب بعض القرارات الإدارية وسيطرة الأحزاب على الجامعة التي يُقال بأنّها جامعة الوطن، ولن نتكلم أيضًا عن الإضرابات و"وبالأخير ما بتطلع إلا براسنا". هكذا لخّصت الطالبة الحال.

 

تضمّ الجامعة اللبنانية ولا زالت، أبناء كافّة الطبقات الإجتماعية، وعلى وجه الخصوص الطبقة الفقيرة حيث تُعتبر الملاذ التعليمي الوحيد في لبنان لأكثر من 70 ألف طالب، رغم كلّ شيء، على أمل الإستجابة والإصلاحات القريبة.