في مئوية الثورة الرهان ما زال كبيرا على استعادة الحقوق واستعادة الدولة من أولئك اللصوص، والذهاب نحو تحقيق المطالب المحقة والمعركة لم تزل في بدايتها.
 
مئة يوم على انطلاقة الإنتفاضة الشعبية في لبنان، مئة يوم في تاريخ لبنان الحديث ستُكتب في لائحة التضحيات في بناء الدولة والوطن.
 
مئة يوم كانت الإنتفاضة الشعبية  هي الحدث وما زالت، وكان صوت الساحات هو الحدث وما زال، هذا الصوت المدوي الذي فرض على السلطة السياسة والحزبية إرادة جديدة لم تستطع تجاوزها بالرغم من كل محاولات الهروب والإبتزاز، فرضت هذه الإنتفاضة أجندتها ومطالبها فاستقالت حكومة الرئيس سعد الحريري لتتشكل حكومة جديدة وإن كانت لا تلبي مطالب الشارع لكنها خضعت لصوت الإنتفاضة ووجه رئيسها لبيان وزاري يراعي مطالب الثوار وإرادتهم حول بناء الدولة ومعالجة الأزمات ووضع القوانين اللازمة لمحاربة الفساد واستعادة أموال الدولة ومحاسبة المتورطين.
 
الإنتفاضة الشعبية في مئة يوم  استطاعت أن تتجاوز كل التحديات وأسست لحركة شعبية دائمة قادرة على الضغط والمحاسبة والمراقبة.
 
مئة يوم على الإنتفاضة الشعبية  غيرت الكثير من المسلمات والمفاهيم في المزاج الشعبي اللبناني فسقطت الطائفية والمذهبية وسقطت معها كل المحاولات البائسة، فكانت كل الساحات صوتا واحدا يصدح بالولاء للوطن وحده والدولة وحدها.
 
مئة يوم على الإنتفاضة الشعبية عرف خلالها اللبنانيون جميعا أن الوطن أولا، وأن الولاء للوطن وحده بعيدا عن أي حزب أو تيار بعيدا عن المنظومة الحزبية التي اهتزت إلى حد كبير بفعل الإرادة الصلبة والصادقة في نبذ الأحزاب وتكريس الولاء للوطن وحده وهذه سابقة في تاريخ لبنان عندما أصبحت كل الأحزاب في دائرة الإتهام بل في دائرة التورط فيما وصلنا إليه .
 
مئة يوم على الإنتفاضة الشعبية سقطت خلالها الشعارات الكاذبة والمخادعة فكان جميع السياسيين أمام أزمة حقيقية ألقت في قلوبهم الرعب فسقطت قدسية المناصب والمواقع وأصبح أصحاب الفخامة والمعالي سواسية في الوطنية ولم يجرؤ أي منهم على تجاوز حدود هذه الإنتفاضة والتطاول عليها.
 
مئة يوم على الإنتفاضة الشعبية سقطت خلالها المقدسات المصطنعة والمشبوهة، المقدسات الحزبية والسياسية القائمة على مبدأ تأليه الزعيم فاهتزت صورة الزعماء جميعهم وكانوا أمام قدسية واحدة هي قدسية الوطن والشعب.
 
 في مئوية هذه الثورة التاريخية وهذه الإنتفاضة المباركة يتجدد الأمل بولادة لبنان الوطن، لبنان العدالة، لبنان المساواة، لبنان المؤسسات  ليكون اللبنانيون جميعهم سواسية في الحقوق والواجبات .
 
في مئوية الثورة الرهان ما زال كبيرا على استعادة الحقوق  واستعادة الدولة من أولئك اللصوص، والذهاب نحو تحقيق المطالب المحقة والمعركة لم تزل في بدايتها.
 
 هذا الشعب يستحق الأفضل وهذا الوطن يستحق مئة يوم وأكثر والتضحيات لا تنتهي .