ثمّة ضرورة ملحة لتوجيه إصبع الإدانة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تكرّس الوضعين السوري واللبناني على حساب شعوب البلدين وهذا ما يجعل الثورات في البلدين مجرد أضغاث أحلام .
 

خسرت ما كانت تسمى قوى 14 آذار آخر فرصها وانتهى تيار المستقبل كممثل شرعي لرئاسة الحكومة وكطرف محتكر لها بعد أن ربح فريق ما يسمى ب8 آذار أو بمجموعة العمل السورية معركة تثبيت السلطة لصالحه وتأكيد قوته وفرادته في حيازة الدولة وعدم تمكن الخارج وبقيادة الولايات المتحدة من خلق توازن جديد في لبنان لصالح المجموعة المتهمة بالسفارات رغم أن العقوبات لم تفلس حزب الله بل أفلست من هم خصوم حزب الله وبقي حزب الله وحده من يتمتع بسيولة مالية لا مثيل لها وهي كتلة نقدية أقوى بكثير من الكتلة المالية العائدة للدولة بحسب معايير الأزمة الحالية اذ أن الدولة مفلسة والحزب يزداد ثراءًا .

 

شُكّلت حكومة بتسمية مباشرة من حزب الله وبدعم غير محدود للرئيس دياب المدرّس في الجامعة الأميركية مع وزراء آخرين متتلمذين ومن ثم مُدرسين في الجامعة المذكورة ومنهم من يحمل الجنسية الأميركية أي أنها حكومة بمواصفات أميركية وهذا ما يضيف للحكومة أكثر من معنى ويعطي أكثر من رسالة للجهة الدولية والأميركية على وجه الخصوص، وما تكثيف العنصر النسائي في حكومة دياب  إلا مجاراة للدول الغربية ومُراضاة للولايات المتحدة رغم أن المعني بتشكيل الحكومة  هو جهة غير مؤمنة بالإختلاط ولأن القاعدة المتبعة لدى الإسلام السياسي هي : "الضرورات تبيح المحظورات" تمت الموافقة على وزراء لا تتوفر فيهم شروط الفقه الإسلامي لا لجهة العقيدة ولا لجهة الإلتزام بالشريعة وبأحكام الفقيه الذي يشترط الإيمان بالمعنى العقائدي لصحة التمثيل ونيل الثقة .

اقرا ايضا : وزير الرز الهندي

 

 

دأب الإسلاميون على الكذب الجائز ما دام المقتضى حفظ بيضة الإسلام أو الدين أو العقيدة أو المذهب أو الطائفة أو التنظيم أو المسؤول أو أيّ جهة يعلن المرشد السُني أو المفتي الشيعي ضرورتها وقدسيتها وهذا ما جعل من أحزاب الإسلام السياسي أحزاباً تؤمن بالشريعة وتمارس ما يخالف الشريعة فهي ضدّ الدولة وضدّ التشريعات المدنية وضدّ ولاية الكافر بحسب تعريف الفقيه الإسلامي للكافر وهي لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالعلمانية ولا بأي صيغة أو تجربة غير مستوحاة من الشريعة ومع  ذلك تمارس عكس ذلك تماماً بل وتتحول الى أجهزة توجب حماية ما لا تؤمن بها لإرتباط مصالحها الإيمانية  بمصالح ما أتاحه الكافرون .

 

في العودة الميمونة إلى حكومة غب الطلب للحزب ثمّة ضرورة لإعتراف خصومه بالخسارة بعد أن عاد سعد الحريري إلى بيت الوسط وجنبلاط إلى المختارة وجعجع إلى معراب ولو كان عندهم شرف السياسة لأعلنوا الإستقالة من العمل السياسي فهذه المرة الألف في الخسارة السياسية وثمّة ضرورة لدى المملكة العربية السعودية إلى إعادة النظر في حلفائها الذين أكلوا خيراتها دون المساهمة بأي فعل يُذكر وهم من بعثروا جموع ثورة الأرز وهم من باعوا تجمعات ثورة 17 تشرين بضربها في الجبل الجنبلاطي وفي وسط بيروت بواسطة قمع غير مسبوق من قبل وزير تيار المستقبل وبالرصاص المميت وثمّة ضرورة ملحة لتوجيه إصبع الإدانة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تكرّس الوضعين السوري واللبناني على حساب شعوب البلدين وهذا ما يجعل الثورات في البلدين مجرد أضغاث أحلام .