ها هي سحائب الفتنة المذهبية السوداء تُظلّل رؤوس الجميع، وتذر بقرنها في حوادث العنف والتكسير والتّخريب التي بدأت في شارع الحمرا قبل أيام، وتستمر فصولها المرعبة والمأساوية في وسط مدينة بيروت، فتنة مذهبية تزيد احتدام المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
 

أولاً: الفتنة المذهبية...
ذهبت هباءً كلّ جولات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، على مدى شهورٍ طويلة قبل عدّة سنواتٍ مضت، وذلك برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، كانت حملات الدعاية لهذا الحوار السُّنّي-الشيعي، تدّعي أنّه مُوجّه نحو مهمة مُقدّسة وهي تخفيف الإحتقان المذهبي بين هذين المذهبين الإسلاميّين، ولطالما نبّهنا في حينه إلى سوريالية هذا الحوار وعبثيته وعدم جدواه، فضلاً عن أنّ النفقات اللوجستية للحوار كانت على نفقة الشعب اللبناني، اليوم وبعد تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة التي خلفت حكومة الرئيس سعد الحريري، ها هي سحائب الفتنة المذهبية السوداء تُظلّل رؤوس الجميع، وتذر بقرنها في حوادث العنف والتكسير والتّخريب التي بدأت في شارع الحمرا قبل أيام، وتستمر فصولها المرعبة والمأساوية في وسط مدينة بيروت، فتنة مذهبية تزيد احتدام المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتدفع به نحو مأزق عنفٍ مُبرمج، ستكون أولى ضحاياه، في حال نجاحه لا سمح الله، انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الفائت، وبعدها حكومة الرئيس حسان دياب اللّقيطة العجيبة، والتي يبدو من شكل تركيبتها، وهوية أعضائها المحسوبين على القوى السلطوية التي أوصلت البلد إلى ما هو فيه من الانهيار والفوضى، ما زالت سادرة في غيّها وضلالها وغرورها وانعدام المسؤولية عند أركانها، والأدهى من كلّ ذلك أنّهم ما زالوا يمكرون: "أمكرٌ وأنت في الحديد" قالها الخليفة عبدالملك بن مروان لعمرو بن سعيد الأشدق، وكان قد قيّدهُ وأراد قتله، فقال له الأشدق: إن رأيت يا أمير المؤمنين أن لا تفضحني بأن تُخرجَني إلى أهل الشام فتقتلني بحضرتهم، فافعل، وإنّما أراد عمرو أن يُخالفه فيُخرجه، فإذا ظهر منعهُ أصحابه، وحالوا بينه و بين عبدالملك.
أحزاب السلطة الفاسدة الغاشمة: "تمكرون وأنتم في الحديد"؟.