بحسب المؤرخ والفيلسوف ابن خلدون ينقسم القرن الى ثلاثة أجيال، بمعنى 33 سنة كل جيل تقريباً. وفي عام 2019 صدر تقرير إحصائي عن منظمة الصحة العالمية في جنيف، جاء فيه، أن مستوى عمر الانسان قد ارتفع خمس سنوات ونصف منذ بداية القرن الجديد اذ أصبح 72 عاما.
 
إذاً عندما نتطلع برؤيا مستقبلية واضحة للنهوض بالإنسان، علينا التركيز على التكامل والتضامن للأدوار بين الأجيال، وليس تجزئة الأدوار بالرغم من حق كل جيل التركيز على مهامه واهتماماته وتطلعاته، ولكن في بعض القضايا والمسائل التكامل والتعاون هما الأساس.
 
نجد الفئة الشبابية وهم الجيل الثالث الذي يواجه العديد من التحديات والمصاعب، ان كانت اقتصادية، او سياسية، او ثقافية، او اجتماعية، ودينية. ولكن من ناحية أخرى أصبحت مسيرتهم الحياتية أكثر سهولة، بوجود الفرص المتاحة لهم في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي ولاتصالي والانفتاح، وبنظره قريبه بالتفاؤل الى حد ما.
 
وبمواكبتهم لهذا التطور، ولما يقدمه من وسائل للراحة والترفيه والسهولة في انجاز العمل والتحصيل العلمي. والاستفادة من كل هذا التنوع الثقافي والديني، وتبادل الأفكار والطموحات، وقبول وجهات النظر المتعددة والمختلفة.
 
وبنفس الوقت لهم الحق بتشكيل هويه خاصة بهم، وانجازات تشير الى إبداعاتهم وريادتهم بالأعمال المتميزة التي تفيد المجتمع.  وان امامهم مستقبل ملئ بالفرص، كانت الأجيال السابقة تحلم بها ولم تتخيلها ان تطبق على الواقع ونعيشها.
فيما الجيل الثاني الذي يمتلك المعرفة المتراكمة وخاصة الضمنية منها، والخبرة والمهارات الحياتية العملية والإنجازات العلمية ينقلها بدوره الى الجيل اللاحق للاستفادة منها، وتطويرها مع التطور والتقدم، وهناك قول يردده هذا الجيل « أكبر منك بيوم بعرف أكثر منك بسنة»، فيما أصبح جيل الشباب يردد « أصغر منك بيوم اعلم منك بسنة».
 
إيعقل انه أصبح هناك فجوة بين الجيل الثالث والجيل الثاني لا نستطيع صهرها!
 
اذاً علينا العودة الى البداية والاساس في تكامل وتضامن الأدوار في ظل التحولات التاريخية والعملية والعلمية والرقمية، والعمل معاً ضمن الموروثات والمبادئ المشتركة والأخلاق وتبادل الخبرات عندها تنصهر هذه الفجوة بين الأجيال، ونستثمر هذا التكامل والتضامن لبناء ثقافة عصرية متطورة مبنية على الفهم والمشورة والحوار والاقناع والاسس والقيم والمبادئ المشتركة، والحقائق والأدلة العلمية المتفقين عليها، عندها نصل الى التلاحم والتلاقي الاجتماعي، والتواصل الثقافي والفكري، والانجازات العملية والعلمية، وكل هذا في للنهوض بالإنسان.
 
والجيل الأول والذي يعد جيل الحكماء المتزن بفكره وطرحه، والذي ينبعث منه تاريخ وتجارب ناجحة افادة الانسان، مما انعكست على المجتمع، «تعلمنا من فشلهم احياناً»، والفرص التي اتاحوها لنا للاستفادة منها، وهي دروس مجانية متراكمة جعلوها بين يدي الأجيال القادمة لتطويرها ومواجهات الصعوبات والتحديات التي يمرون فيها في عالم متسارع ومتصارع.
 
إذاً الأجيال تكمل بعضها البعض، ولكل منا دوره ورسالته في هذه الحياة لها مكانها وزمانها.