ما يمر به العهد وتياره وقوى 8 آذار لم يسبق له مثيل ولا سيما في ظل مأزق تأليف ‏الحكومة.
 
 
لم يسبق لاي تحالف سياسي في لبنان ان واجه تجربة مربكة ومحرجة الى حدود الانكشاف التام لعجز مكوناته ‏عن الاتفاق على مشروع واحد مثلما يحصل مع تحالف العهد وتياره وقوى 8 آذار راهناً في مأزق تأليف ‏الحكومة. وقد يكون أسوأ ما يواجهه هذا التحالف انه يكاد يفقد فرصة فرض حكومته كأمر واقع داخلياً وخارجياً ‏لفترة اختبار ولو محدودة، فيما يستنزف أطرافه مزيداً من الوقت في التجاذبات والتباينات وشد الحبال لتحصيل ‏الحصص وتعزيزها وهي معركة لم تنته فصولاً بعد ولم يضع اللقاء الذي جمع أمس الرئيس المكلف تأليف ‏الحكومة حسان دياب والخليلين والوزير السابق سليمان فرنجية حدا لها‎.‎
 
واذ تستمر مراوحة أفرقاء اللون الواحد بين موجات باردة وساخنة حول الموعد المحتمل للجراحة القيصرية ‏للحكومة، بدا من جهة مقابلة ان الاستنزاف المتصاعد في الشارع في ظل تداعيات المواجهات العنيفة والواسعة ‏التي شهدها وسط بيروت السبت والاحد قد دفع نحو معطيات جديدة برزت عقب الاجتماع الامني الاول منذ ‏انطلاق انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 والذي عقد أمس في قصر بعبدا غبر ان المناخ المتصاعد من الاجتماع الامني في قصر بعبدا لم يكتسب ‏الصدقية الحاسمة تجاه التطورات الحاصلة ولو احتمى بمقولة تأكيد حماية المتظاهرين لان الشكوك في هويات ‏محركي الشغب تذهب الى ابعد من تلميحات يراد لها ان تطارد جهات في الانتفاضة، فيما أفرقاء اخرون عدة ‏يشككون في جهات أخرى بعضها في صميم السلطة والتحالفات التي تضم قواها‎.‎
 
‎ ‎