حذرت صحيفة التايمز البريطانية، من تأثير الانقسامات والخلافات الأوروبية، على محادثات السلام الليبية.
 
وقال الكاتب ريتشارد سبنسر في مقال بالصحيفة، "إن ليبيا من الممكن أن تتحول لسوريا ثانية، إذا ظلت أوروبا منقسمة فيما بينها، إزاء اتفاق السلام إنهاء نزاع أسفر عن مقتل الآلاف".
 
وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عوضا غياب الدول الأوروبية في ليبيا، وعقدا مؤتمرهما للسلام في ليبيا، وشاركا بمؤتمر برلين، لكن تمسك كل واحد منهما بالوجود العسكري في البلاد".
 
وقال الكاتب إن فرنسا "عقّدت المسألة عندما قررت دعم حفتر، في حين يدعم الاتحاد الأوروبي الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة. وتخندقت اليونان مع فرنسا، بعدما وقع أردوغان اتفاقا مع السراج للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وهو ما جعل وزير الخارجية اليوناني يستقبل حفتر في أثينا الأسبوع الماضي، واعدا إياه بمساعدات عسكرية".
 
وأجرى وزير الخارجية اليوناني مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، وصف فيها الاتفاق بأنه لا يراعي المصالح اليونانية. وحذرت اليونان تركيا من أن أي محاولة للتنقيب في مياهها قد تشعل حربا.
 
وأضاف سبنسر: "الدول الغربية التي ساندت الانتفاضة الشعبية في إسقاطها لنظام معمر القذافي عام 2011، لم تتمكن من إرساء أي تسوية دائمة في البلاد، وهو ما دفع مختلف الفصائل إلى الدخول في مواجهات مسلحة تحولت إلى حرب مفتوحة".


وطرأت انقسامات بين الدول الأوروبية بشأن المسألة الليبية، إذ كانت إيطاليا داعما صريحا لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس. أما فرنسا فانضمت إلى الإمارات في دعم حفتر.

وانهارت محاولات في آذار/ مارس العام الماضي لتنظيم محادثات بين الطرفين المتنازعين، بعدما زحف حفتر بقواته نحو العاصمة طرابلس. وتوقف الزحف في الضواحي الجنوبية للمدينة، لولا الدعم العسكري الروسي من خلال مجموعة فاغنر، وهي شركة أمن خاصة قريبة من الكريملن.

ودفع هذا التطور بتركيا إلى اتخاذ قرار بإرسال قوات لدعم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا.

ويرى الكاتب أن حظوظ التوصل إلى أي أتفاق سلام أو تسوية" ضئيلة ما دامت القوات الأجنبية منتشرة في البلاد". فالسراج يعتقد أن الدعم العسكري التركي سيمكنه من رد هجوم قوات حفتر وكسب دعم الأمم المتحدة لحكومة الوفاق الوطني. أما حفتر فلا يرى سببا للتراجع وهو يسيطر على أغلب مناطق البلاد ويقف على أبواب العاصمة.

ويضيف أن ما جعل حفتر يرفض التوقيع على اتفاق للسلام هو اعتقاده أنه مهما فعل فإنه سيجد إلى جانبه فرنسا والإمارات وحتى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي غير موقف الولايات المتحدة من القضية الليبية في نيسان/ أبريل بعد لقاء مع حفتر.