إن ما يطفو على سقف الأحداث من خلافات ومطالب وتجاذبات داخل هذا الفريق، لا يدل البتة على تشققات أو خلافات داخل الصف الواحد كما يحلو للبعض أن يصوره.
 
 
مضحك حتى الثمالة هو الحديث عن عرقلة بعض أطراف الفريق السياسي الذي يدور في فلك حزب الله، فلا نكاد نخرج من طرفة سمجة تتحدث عن عرقلة ضمانة الجبل طلال إرسلان حتى ندخل بطرفة جديدة من وزن عرقلة الحزب القومي أو بيك بنشعي سليمان فرنجية أو حتى أمير الشالوحي جبران باسيل !! 
 
فأصغر مراقب في لبنان يعرف تماما أن كل هذه المسميات لا تحتاج الى أكثر من اتصال تلفوني واحد من مسؤول وحدة الارتباط في حزب الله الحج وفيق صفا حتى يصطفوا جميعا كالتلاميذ الشاطرين في تنفيذ ما يتمنى عليهم سماحة السيد وينقضي الامر وتحل المشكلات وتخرج الحكومة إلى الضوء لو كان هناك قرارا حقيقيا، تماما كما حصل عند ذلك الاتصال الذي تلقوه عشية تسمية الرئيس المكلف حسان دياب وهرولوا جميعهم إلى المجلس لتسميته من دون حتى أن يعرفوا من هو صاحب الاسم ! 
 
وهنا لا بد من الاشارة إلى أن ما يطفو على سقف الاحداث من خلافات ومطالب وتجاذبات داخل هذا الفريق، لا يدل البتة على تشققات أو خلافات داخل الصف الواحد كما يحلو للبعض إن يصوره، وإنما العكس هو الصحيح، فإن ما نشهده من عرقلة إنما يدلل على قدرة الحزب بالإمساك بهذا الفريق وإدارة العرقلة وتوزيع الادوار بين الحلفاء بحيث يبدو كل واحد منهم وكأنه رقم صعب، علّه يستفيد من هذا الدور وترويجه بين شارعه والانتشاء به إلى حين، لتسييله في القادم من الايام، وخلاصة القول أن العرقلة ما هي إلا دليل قوة المايسترو وليس ضعفه.
 
يبقى السؤال الأهم، لماذا لا يريد حزب الله حتى اللحظة، السماح بتشكيل حكومة حسان دياب المسمات منه ومن فريقه، 
الجواب على هذا التساؤل بسيط جدا، فحكومة اللون الواحد تعني بوضوح حكومة حزب الله مما يجعل من استهدافها عربيا ودوليا أمرا بغاية السهولة، وهذا ما يعرفه جيدا الحزب بالخصوص بعد مرحلة اغتيال سليماني والتصعيد "السياسي" بين إيران وأميركا.
 
فالمخطط الاميركي الذي حاول أن يلعبه  "هيل" عبر الايحاء  بأن أميركا لا تمانع بل وترحب بتسمية دياب، وما كان يحكى في تلك اللحظة عن صفقة ايرانية أميركية أفضت الى هذه التسمية،  قد بددتها طائرة الدراون التي استهدفت موكب سليماني قرب مطار بغداد، وقضى عليها نهائيا الصواريخ التي استهدفت قاعدة عين الاسد.
 
هذا التحول الكبير هو الذي فرمل التشكيلة الحكومية بشكل أساسي، فحزب الله الذي كان يحتاج إلى "حكومة وحدة وطنية" يتلطى خلفها للقيام بدوره الاقليمي، هو الآن أكثر حاجة اليها من أي يوم مضى، لتتحول "حكومة لم الشمل" إلى حاجة ملحة بعد أن كانت قبل سليماني إلى مجرد مطلب لا بأس به.
 
هذه هي حسابات حزب حزب الله، وهذه اهتماماته، وكل المطلوب من حسان دياب هو المزيد من الزيارات والمشاورات مع مختلف القوى المعنية بالتشكيل وتجميع المزيد من الصور، إلى أن يقتنع الحريري بالعودة على الطريقة القديمة تحت شعار يروج الآن ما أنزل الله به من سلطان كان قد طرحة السيد نصر الله وكرره بالامس محمد رعد يقول "أن من تسبب بالازمة عليه أن يتحمل المسؤولية وعليه المشاركه بالقرار " !!!! بالوقت أن بديهيات الأمور تقول أن من يتسبب بالأزمة عليه أن يرحل فضلا عن أن يحاسب ويسجن لا أن يستمر بالسلطة،، طبعا هذا إذا كان الهم هو جوع الناس ووجعهم وليس إخراج الاميركي من غرب آسيا .