إذا لم تستيقظ القيادات الشيعية اللبنانية سريعا وتحجز للشيعة مكانهم في التغيير القادم، فإن أمام الأجيال الشيعية القادمة عقود جديدة من أعمال مسح الأحذية والعتالة والتهميش والتهشيم.
 

 السنة في لبنان امتدادهم امتداد أمة تعد أكثر من مليار نسمة، وأمتهم محيطة بهم .


 المسيحيون في لبنان بظهرهم الغرب والشرق المسيحي الذي يحكم العالم إقتصاديا وعسكريا وإعلاميا وثقافيا .


 الدروز في لبنان يحسنون اختيار التموضع في كل مرحلة ليحافظوا على وجودهم وشأنهم .

 

 أما الشيعة في لبنان فإن امتدادهم عبر سوريا للعراق وايران، وسوريا سنية وبات لأهلها (بحسب قناعاتهم) ثأرا كبيرا لدى شيعة لبنان، يتحينون الفرصة لتبدل المصالح الدولية كي يسقطوا "النظام الإستثنائي" الحاكم في سوريا ثم يقطعوا صلة الوصل بين شيعة لبنان وبين العراق وايران وينقضوا على لبنان قتلا وتشريدا لشيعته . وسيحصل .

 

وقد وقعت الفتنة مؤخرا بين شيعتي العراق وايران، و الإيرانيون باتوا لا يجرؤون حتى على زيارة مراقد الأئمة (ع) حتى في المناطق الشيعية في العراق خوفا من شيعة العراق أنفسهم، وكل من شيعة البلدين غارقون بمتاهات لا تنتهي من الفقر والعوز والضعف، وهم لا قدرة لهم للدفاع عن أنفسهم فكيف بالدفاع بغيرهم .

 

شيعة لبنان تنطحوا لكل قضية إقليمية ودولية، لم يبق لهم محب في أي مكان من العالم . الكل يعمل ضدهم . وزعاماتهم أيضا تعمل ضدهم من حيث لا تدري . وبدل أن يلتقط شيعة لبنان الفرصة وينخرطوا في عملية التغيير الحاصلة حاليا في لبنان، ها هم يتنطحون مجددا لمواجهة السنن التاريخية القاهرة التي لا يستطيع أحد أن يقف بوجهها .

 

إذا لم تستيقظ القيادات الشيعية اللبنانية سريعا سريعا وتحجز للشيعة مكانهم في التغيير القادم، فإن أمام الأجيال الشيعية القادمة عقود جديدة من أعمال مسح الأحذية والعتالة والتهميش والتهشيم، كما حصل منذ 1920 حتى 1990 من القرن الماضي عندما اختار الشيعة في ذلك الوقت ما يختاره زعماء شيعة اليوم من خيارات سياسية ثورية غير واقعية على الإطلاق .

 

أذكر شيعة اليوم أن شيعة 1920 كانوا أقوياء عسكريا كما هم اليوم، وكان عندهم قوتان كبيرتان هما عسكر صادق حمزة وأدهم خنجر الذين وقعوا في فخ شعارات ثورية إقليمية تبين لاحقا أنها محض سراب، فتحمل الشيعة بسبب خيارات هذين القائدين معاناة كبرى دامت 70 سنة دفع فيها شيعة لبنان أنهارا من كرامتهم وشأنهم ودمائهم حتى تمكنوا من استرجاع بعضا من حقوقهم في مؤسسات الدولة .

 

التغيير قادم . فيا شيعة لبنان لا تظلموا أنفسكم مجددا . كونوا واقعيين وانظروا بعين البصيرة ولا تكرروا أخطاء الماضي . الأعداء باتوا أكثر من الكثر . لا يحملنكم زعماء من طوائف أخرى وزر فسادهم وظلمهم للبنانيين، فإنكم لاحقا ستجدون أنفسكم وحيدين مجددا وستدفعون أثمانا كبرى . شاركوا التغيير واعملوا بحجم قدركم لا أكثر، فرحم الله أمرءا عرف قدره .