دعا ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، المعنيِّين بتشكيل ​الحكومة​، وفي طليعتهم رَّئيس الحكومة المكلَّف ​حسان دياب​ ورئيس الجمهوريَّة العماد ​ميشال عون​ وفقًا للدُّستور، لجعلها حكومة طوارئ تُنقِذ البلاد والعباد، لا حكومة محاصصة، لئلاَّ تفشل مثل سابقتها.

ورأى في عظة الأحد انه "لو كان عند المسؤولين في لبنان ذرَّة من الإنسانية، وبخاصة الذين يُعرقلون تشكيل حكومة يُطالِب بها الشُّبَّان والشَّابَّات منذ ثلاثة وتسعين يومًا على الطُّرُقات وفي السَّاحات، في جميع المناطق اللُّبنانيَّة، متحمِّلين الصَّقيع والمطر، مضحِّين براحتهم وصحَّتهم، لَسَارعُوا منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال وتكليف رئيسٍ جديد، إلى تشكيل حكومة إنقاذٍ مصغَّرة، مؤلَّفة من أخصَّائيِّين معروفين، مستقلِّين عن الأحزاب وعن المدعوِّين "سياسيِّين"، الذين لا يَستحقُّون بعد اليوم حمل هذا الإسم، لأنَّهم شوَّهوا معنى السِّياسة وجوهرِها ومبرِّر وجودها كفنٍّ شريف في خدمة الإنسان المواطن والخير العامّ، إذ جعلوها وسيلةً للتِّجارة في الحصص والمكاسب بإسم الطَّوائف فيما هي براءٌ منهم".

وتوجه إلى المعرقلين قائلا: "ل​تشكيل الحكومة​، كما يُريدُها الشّعب والرَّئيس المكلَّف، وعليكم تقع مسؤوليَّة مواجهة الانتفاضة الشَّبابيَّة الحضاريَّة أصلاً بثوَّارٍ خرجوا بالعصي والحجارة لمواجهتهم، ولتكسير واجهات المصارف والمتاجر العامَّة، ولرشق قوى الأمن بالحجارة. أنتم تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى مساء الأربعاء في شارع الحمرا، ونهار أمس في العاصمة بيروت". وأضاف "نحن ندين اشد ادانة هذه الاعمال لانها ليست من قيمنا وعاداتنا وشيمنا اللبنانية، وندين من وراءها. وعليكم تقع مسؤوليَّة تنامي الدَّين العامّ حتَّى بلوغه 90 مليار دولارًا أميركيًّا، وهبوط النَّاتج المحليّ من 56 مليار دولار إلى 52 مليار دولارًا أميركيًّا، ما يعني أنَّ الدَّين العامّ يشكِّل 15% بالنِّسبة إلى النَّاتج المحلِّيّ، وهي أعلى نسبةٍ في العالم (راجع الوزير منصور بطيش في جريدة L’Orient le Jour في 17/1/2020). وعليكم تقع مسؤوليَّة صرف 18000 موظَّف من عملهم في السَّنة المنصرمة، ومنهم 9000 في أشهرها الثَّلاثة الأخيرة، وبخاصَّةٍ في كلٍّ من القطاع الفندقيّ والسِّياحيّ، ورفَعَ عدد الفقراء والعاطلين عن العمل، وبالتَّالي المهاجرين بسبب البطالة إلى 60 الفًا مقارنةً ب 32 ألفًا العام 2018 . وعليكم تقع مسؤوليَّة أزمة المستشفيات بنقص الأدوية والمعدَّات، وبالتَّالي حرمان المواطنين من حقِّهم الأساسيّ في الإستشفاء وحماية صحَّتهم".

وطالب الدولة بعدم الاستهتار بالثَّورة الشَّبابيَّة ومطالبتها بحكومة إنقاذٍ، لئلاَّ تتحوَّل من إيجابيَّةٍ إلى سلبيَّةٍ". وتوجه إلى الجيش وقوى الأمن الدَّاخليّ الذين نقدِّر تعبهم وانتشارهم على جميع المناطق اللُّبنانيَّة، "لبذل المزيد من الجهود لحفظ الأمن في داخل المدن ومنع التَّصادم بين المواطنين".