قرر فنانو إيران عدد من الوجوه الإعلامية مقاطعة المهرجانات والتلفزيون الحكومي.
 
 
أطلق عدد من صانعي الأفلام والفنانين والموسيقيين الإيرانيين حملة مقاطعة لمهرجان "فجر" السينمائي الدولي الذي ترعاه الدولة، تضامناً مع موجة الاحتجاجات الجديدة خلال الأيام الماضية ضد قيام الحرس الثوري بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ.
 
في الوقت نفسه، أعلن العديد من مقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية الحكومية عن إنهاء عملهم احتجاجاً على إسقاط طائرة ركاب مدنية التي أودت بحياة 176 شخصاً وحملة التضليل التي مارستها وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة لحرف الأنظار عن مسؤولية الحرس الثوري.
 
 
 
انطلاق مهرجان الفجر
 
 
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق مهرجان الفجر، سحب العشرات من الفنانين المسرحيين مسرحياتهم، وكذلك مخرجون طلبوا وقف عرض أفلامهم لدى المهرجان الذي يعرض أفضل الأفلام الإيرانية والمسرحيات والموسيقى وأشكال الفن الأخرى كل عام في شباط للاحتفال بالذكرى السنوية لانتصار الثورة.
 
وهناك قائمة من 16 مسرحية قرر مخرجوها وفنانونها الذين يعتبرون من المشاهير والنجوم الانسحاب من المهرجان.
 
كما أوقف العديد من الفنانين المسرحيين، بمن فيهم قطب الدين صادقي ومهدي كوشكي، عروضهم وقالوا إنهم لن يشاركوا في مهرجان المسرح في شباط.
 
وأعلنت فاطمة معتمدة أريا، الممثلة البارزة في السينما والمسرح يوم الاثنين، أنها لن تشارك في المهرجان. كما أدلت الممثلة السينمائية بيغاه أهنغراني ببيان مماثل.
وقالت معتصم آريا إنها لن تشارك "احتراماً للرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا حياتهم"، بينما كتبت أهنغراني على حسابها عبر إنستغرام: "سأنضم إلى أصدقائي وزملائي ولن أشارك في مهرجان فجر المقرر نظرا للأحداث الحزينة".
 
كما أصدرت ممثلة أخرى، هي سارا بهرامي، بيانًا مماثلًا، حيث أعلنت خلاله مقاطعة مهرجان فجر.
 
بدوره أعلن المخرج البارز مسعود كيميائي خلال مقطع مصور أنه لا يريد أن يتم عرض فيلمه في مهرجان فجر السينمائي للتعبير عن حزنه على ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني بصاروخ.
 
كما طالب المخرج عبد الرضا كهاني من زملائه أن يحذوا حذو المخرج المخضرم كيميائي وألا يشاركوا في المهرجان.
 
وفي السياق، أصدرت مجموعة من رسامي الكاريكاتير الإيرانيين بيانًا جاء فيه: "نحتج على الأحداث الأخيرة التي أودت بحياة مئات الإيرانيين ونعلن أننا لن نكون حاضرين في مهرجان فجر".
 
في غضون ذلك، استقال عدد من مذيعي التلفزيون الحكومي الإيراني، من بينهم المقدمتان الشهيرتان غولاره جباري وزهراء خاتمي راد، بالإضافة إلى مذيع الراديو ميثم عبدي احتجاجًا على الأحداث.
 
هذا بينما أعلن موقع "كافيه سينما"، أحد أهم مصادر أخبار السينما الإيرانية، أنه لن يغطي أخبار مهرجان الفجر من هذا العام بعدما كان يغطيها لعقد من الزمن.
 
 
 
عدم حضور المهرجان
 
 
وقدّم حكّام القسم البصري لمهرجان الفجر استقالتهم عبر بيان مشترك؛ وهم كلٌ من حكام فن التصوير الفوتوغرافي، الرسوم، أفلام الكرتون، والخزف، والسيراميك، وعدد من حكام الخط، عن موقفهم الثابت بعدم حضور المهرجان.
وجاء في بيانهم: "لقد زادت معاناتنا. في الوضع الحالي، ليس لدينا القدرة على الاستمرار ولا القدرة على الصمت.
 
ومن جانبه أعلن المصور كيانوش غريب بور، وأحد الحكام على صفحته على إنستغرام أيضاً أنه ينسحب عن مهرجان فجر للفنون الجميلة. وقد كتب: ما العبء الذي يجب علي تحمله؟
 
في قطاع الموسيقى أيضًا، أعلن العديد من الموسيقيين انسحابهم من مهرجان الفجر واحدًا تلو الآخر. وأعلنت أوركسترا أركو بقيادة إبراهيم لطفي عن غياب الأكراد. كما كتب ماني جعفر زاده على صفحته: "تعاطفًا مع الناس المنكوبين والمضطهدين في أرضي، لن أحضر أيًا من مهرجانات "الفجر" هذا العام.
 
 
 
السلوك الجماعي
 
 
كذلك، كتب حسام إينانلو، وهو موسيقي إيراني، على صفحته: "هذا السلوك الجماعي سيكون علامة على احتجاج الموسيقيين على الوضع الحالي في إيران.
 
ووفقًا للأخبار المنتشرة محلياً ورسمياً، فقد انسحب حوالي 100 فنان من مسرح مشهد، من ثلاثة عروض في مهرجان الفجر. كما رفضت مجموعة مسرح "مكبث" الحضور.
 
وأعلنت ميترا إبراهيمي أيضًا عن عدم إجراء فلم "كامي"، وهو فيلم وثائقي. وكتبت أيضًا: خمس سنوات من كفاحي ضد هذا الشيء الذي يعصف بقلوب الناس، قليل".
 
كما أعلن أمير مهدي قزويني، وهو ممثل مسرحي، عن انسحابه من مسرحية "بروانه الجزايري. قائلاً: "نظراً لعيون "راستين" و"ري را" البريئتين لا يمكنني فعل ذلك.
 
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان فجر السينمائي سيعقد في الفترة من 7 إلى 11 شباط في ذكرى انتصار الثورة الإيرانية. وسيقام مهرجان الفنون البصرية في الفترة من 12 إلى 19 شباط، ومهرجان الموسيقى من 13 إلى 19 شباط، ومهرجان المسرح من 7 إلى 11 شباط 2020. ويعتبر "مهرجان فجر" هو الحدث الفني الأكثر أهمية في إيران.