في صدر صفحتها الأولى اليوم تقول جريدة الأخبار بأنّ: سلامة لا يخجل، وسلامة المقصود هنا هو حاكم مصرف لبنان المركزي السيد رياض سلامة منذ أكثر من ربع قرنٍ من الزمن، أمّا لماذا لا يخجل الحاكم، ولا يستحي أو يرعوي، فهو استمراره في ارتكاب المخالفات "المالية" التي وقعت وتسبّبت بالإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي في لبنان، لا بل إصراره على المزيد من " الألاعيب والزعبرات" بقصد الهروب من مسؤولية الكارثة القائمة اليوم في البلاد، إنّه رياض سلامة كما يستطرد رئيس تحرير صحيفة الأخبار إبراهيم الامين، الذي يمضي في ابتزاز السلطات كافة، بعد ابتزاز الناس المسحوقين( الذين أصبح ينطق باسمهم الأمين) بتقديم طلبٍ لوزير المالية يُطالب فيه بصلاحيات استثنائية لتنظيم إجراءات المصارف وتوحيدها بغية تطبيقها بشكلٍ عادلٍ ومُتساوٍ على المودعين والعملاء جميعاً، ومُبرّر الطّلب هذا: افتقار مصرف لبنان المركزي للصلاحيات الكافية للقيام بهذه الإجراءات، وهذه الصلاحيات كما يفهمها الأمين ويُحوّرها ويُوظّفها، إنّما تهدف إلى إعادة النظر بمتطلبات الاقتصاد الحرّ، وذلك بعد إعلان سلامة ربما، انضمامه للحزب الشيوعي( الحزب الذي غادرهُ الأمين منذ فترة للإلتحاق بولاية الفقيه).
 
خلاصة طروحات الأمين تقود إلى أنّ الأزمة المالية والاقتصادية الحرجة التي تعانيها البلاد هذه الأيام تنحصر بشخص رياض سلامة، الذي يُصرّ ويمضي قُدُماً في الإخلال بواجباته الوظيفية( وهذه تدخل في الفصل الأول من الباب الثالث من قانون العقوبات، ومخالفة أحكام المادة العشرين منه)، عدا عن ارتكابه أخطاءً فادحة في تسيير الأعمال، وهذا ما يستوجب التعجيل بالحلّ في نظر الأمين، والتّوجّه نحو أصل البلاء والمشكلة، إنّه الحاكم الذي يجب أن يُقال أولاً، ليُصار بعد ذلك لمُحاسبته ومُعاقبته، وهذا ما تنبّه له واكتشفه العبقري ابراهيم الامين، لم يكن اللبنانيون بحاجة لحراك شعبي وانتفاضات جماهيرية، لم يكونوا بحاجة لاستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، ولا تكليف دياب بتأليف حكومة إنقاذية جديدة، دونها شقُّ الأنفُس وخرطُ القتاد، كانت أحوال البلد على خير ما يرام، لا فساد ولا هدر ولا سياسات حكومية خاطئة، لا عجز في الكهرباء ولا هدر، لا صفقات ولا سمسرات ولا هدر في وزارة الاتصالات، لا هدر ولا محاصصات في المرافئ الشرعية وغير الشرعية، لا فساد ولا هدر في المجالس الخاصة ( الإنماء والاعمار ومجلس الجنوب والمهجرين والهيئة العليا للإغاثة)، لا صفقات ولا سمسرات ولا هدر ملايين الدولارات في الهيئات والمؤسسات التابعة للرئاسات الثلاث، لا ملايين الدولارات تُوزّع يمنةً ويسرة على الجمعيات الأهلية الوهمية، مصاب اللبنانيين مُركّز في شخصٍ واحد، حاكم مصرف لبنان المركزي السيد رياض سلامة، فردٌ أقوى من سلطة الحزب الواحد وسلاحه، أقوى من رئيس العهد القوي وصهره "الحربوق"، أقوى وأمهر وأدهى من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي مازال قابعاً في منصبه منذ أكثر من ربع قرن، إنّه رياض سلامة الخارق الحارق  المارق على كل قوانين النقد والتسليف، لا بل إنّه "وقح" ولا يخجل، ومصاب اللبنانيين أنّ سلامة ليس الوحيد الذي لا يخجل، بل فاقهُ صلفاً ووقاحة رئيس تحرير صحيفة الأخبار إبراهيم الامين، الذي لم يجد عند من ينطق باسمهم في قوى المقاومة والممانعة وحليفهم التيار الوطني الحر، منذ أكثر من عشرسنوات خللاً واحداً، ولا هدراً ولا فساداً يُذكر أمام موبقات وتجاوزات موظف حكومي يمكن الاستغناء عنه في ومضة عينٍ واحدة.
 
ويتسائلون لماذا ينتفض هذا الشعب الصابر، ولماذا لا يخرج على حُكّامه شاهراً سيفهُ بعد أن أذاقوه طعم الجوع والعطش والفقر والحرمان.