تبدو المراوحة في تأليف الحكومة حالة مُرضية للطبقة السياسية هرباً من استحقاق انتخابي ملغوم بعبوات أمنية نتيجة الفلتان الطائفي، ومصحوب بمخاطر الربح المزعج كما هو حال الخسارة السيئة، لأن لا قدرة لأحد على تحمل مسؤولية المرحلة السياسي في ظل انعكاس مباشر للأزمة السورية على محمولاتها كافة ، واندفاع اللبنانيين نحوها عن طريق الاستشهاد تلبية لمصالح مُعززة لتوازنات القوى في لبنان. 
لذا ثمَة خوف حقيقي من قيام حكومة متدخلة في الشأن السوري ،وعاكسة لخلافات اللبنانيين داخل بُنى السلطة الأمر الذي يفتت من شبكات حكومية ورسمية مازالت آمنة ومُعبَرة عن الهوية الوطنية ولم تنخر لُبَها السوسة الطائفية ،ومازالت تأكل من قشرتها . 
وسعياً وراء المدَ بعمر التأليف الحكومي ،يناور الآذاريون بطريقة مكشوفة ومفضوحة من خلال سجالات سياسية وقانونية وضعت الاستحقاق الانتخابي في مهب الريح ،وجعلوها طائرة ورقية يلعب بها زعماء الطبقة السياسية في أوقات فراغهم .لأن أي قانون انتخابي ومهما كان شكله سيعيد انتاج الطبقة السياسية نفسها ،ووفق التوازنات القائمة داخل أطرها وتشكيلاتها .من هنا نُدرك، أن مشروع القانون، وعلى ضؤ المرحلة الراهنة ،والظرف السياسي ،وسخونة الوضع في سورية ،هو وسيلة لشلَ الوضع الحكومي في لبنان ،ولابقاء الوضع تحت سيطرة الفوضى المنظمة ، لأنه أفضل بكثير، من حكومة ،غير قادرة على ادارة الفوض المتضخمة على ضؤ الانقسام السياسي المُستغل طائفياً ومذهبياً بطرق مجنونة ،ولا بمُستطاعها العمل داخلياً لتوفير احتياجات الصيف في لبنان من كهرباء وسياحة.
يبدو التذاكي من قبل الكتل النيابية جهد لا يحتاجه اللبنانيون الذاهبون مع طبقتهم السياسية أنىَ ذهبت . لذا هي لاتحتاج الى أكثر من اشارة بسيطة يفهمها الأتباع والمُقلدون بطريقة شفَافة جداً تجعلهم يدركون أن اللبنانيين هم سوريون في هذه المرحلة التاريخية ،وعليهم المساهمة والمشاركة الفعلية في سياقات الأحداث السورية لدعم النظام أو المعارضة ،وأنَ عليهم الانتظار طويلاً على أبواب الأزمات الداخلية ،ومهما كانت نتائجها وخيمة ،لأن معركة الخارج أولى من متطلبات الداخل. 
ان الطبقة السياسية وبمكوَناتها كافة، تتحمل مسؤولية اسقاط هيكل الدولة لصالح البنى الطائفية، وتعطيل ما من شأنه لمَ الوضع الداخلي لاراحة ونجاة اللبنانيين من مخاطر الفتنة العمياء ،وحفظ سمة السلطة الرسمية من خلال هوية الأمن، ودونها يتحول لبنان الى مشاع سياسي شبيه بالحالة التي مرَ بها في السبعينيَات أثناء الحرب الداخلية وما رافقها من نتائج .