توافد مئات المحتجين على ساحة التحرير في العاصمة العراقية، الجمعة، تلبية لنداء أطلقه ناشطون للمشاركة في "مليونية"، بمناسبة مرور 100 يوم على انطلاق التظاهرات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
 
وقال محمد إقبال أحد ناشطي الاحتجاجات في بغداد، للأناضول، إن "مئات المحتجين بدأوا بالتوافد منذ الصباح إلى ساحة التحرير وسط بغداد، لدعم المحتجين بناء على دعوة اطلقها ناشطون للتظاهر".
 
وأوضح إقبال أن "ساحة التحرير تغص الآن بآلاف المحتجين، ومن المقرر أن تشهد ساحة التحرير اليوم أكبر تظاهرة ضد الفاسدين، وقتلة المتظاهرين في بغداد والمحافظات".
 
ومساء الخميس، فرضت قوات الأمن العراقية، إجراءات أمنية مشددة وسط بغداد، وعززت تواجدها قرب ساحة التحرير والمنطقة الخضراء والمحصنة أمنيا التي تضم مقار الحكومة والبرلمان، بحسب مصدر أمني.
 
وقال أحمد خلف ضابط في شرطة بغداد برتبة نقيب، للأناضول، إن "قيادة عميات بغداد فرضت إجراءات أمنية مشددة مساء الخميس، قرب مناطق الاحتجاجات، بالإضافة إلى محيط المنطقة الخضراء والمناطق الحيوية الأخرى".
 
وأوضح خلف أن "الإجراءات الأمنية جاءت بسبب الدعوة لتظاهرة واسعة في بغداد اليوم".
 
ودعا ناشطون عراقيون إلى "مظاهرة مليونية" وسط بغداد، بمناسبة 100 يوم على انطلاق التظاهرات.
 
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 499 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
 
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
 
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/كانون أول الماضي، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
 
كما يطالب المتظاهرون باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.