أكد السفير الروسي في لبنان ​الكسندر زاسبيكين​ انّ "زيارة الرئيس ​فلاديمير بوتين​ الاخيرة لدمشق انطوت على اهمية عالية، خصوصاً انّها اتت بالترافق مع ظروف استثنائية تمرّ فيها المنطقة، سواء لجهة اغتيال الجنرال الايراني ​قاسم سليماني​ او لجهة الوضع في سوريا"، مشيرا الى ان "الزيارة تعكس متانة العلاقة بين ​روسيا​ وسوريا وبين بوتين و​الرئيس السوري​ ​بشار الأسد​، وهي أيضاً رسالة الى الجميع مفادها انّ هذا التحالف ثابت ويشكّل موقع قوة".


وفي حديث صحافي، لفت زاسبيكين الى انه "جرى خلال لقاء بوتين- الاسد التشديد على استكمال ​مكافحة الارهاب​ وتحصين الاوضاع الاقتصادية والانسانية في سوريا، وكذلك تمّت مراجعة للأحداث الاخيرة في المنطقة ولا سيما منها جريمة اغتيال قاسم سليماني ورفاقه"، مشددا على خطورة ما فعلته واشنطن. لافتاً الى انّه "يجب التوقف عند فداحة الاغتيال في حدّ ذاته وعدم محاولة تبريره أو ربطه بأي حدث آخر".

 

وراى انه "ينبغي التركيز على الجريمة التي وقعت باستهداف سليماني ورفاقه، وليس السعي الى ايجاد اسباب تخفيفية لها من قبيل تضخيم مسألة الهجوم على ​السفارة الاميركية​ في بغداد كما فعل الغربيون، علماً انّه من باب تحصيل الحاصل التأكيد أنّ مهاجمة السفارة لا تستحق رداً بحجم قتل سليماني والآخرين".

 

واكد زاسبيكين انّ "جريمة الاغتيال هي عمل مدان كلياً، ونحن لا تعنينا الاعتبارات التي يتسلّح بها الاميركيون، فهذه مسؤوليتهم"، مشيرا الى ان "سليماني كان صديقاً ورفيقاً لنا، وهو شخص فريد من نوعه، وكنا نحترمه كثيراً، وقد تعاونا معه في محاربة الارهاب، وتعرّضه للاغتيال مؤلم بالنسبة الينا".

 

ولاحظ زاسبيكين انّ "الردّ الايراني على الاعتداء الاميركي كان مدروساً، ونحن اساساً ضدّ إشعال الحروب، ونتمنى ان نكون قد تفادينا احتمال نشوب الحرب الآن، مع الاشارة الى أننا نعرف من المسؤول عن زيادة منسوب المخاطر، ونعرف أنّ الذي خرج من الاتفاق النووي وبادر الى تنفيذ عملية اغتيال سليماني والآخرين هو المتسبّب في تصاعد التوتر"، معتبرا ان "بعض المواقف الغربية تحاول التصويب فقط على ايران واتهامها ببدء التصعيد، في حين انّ واشنطن هي التي بادرت الى أمور تسبّبت في تفاقم التوتر، سواء عبر اجراءات سياسية، كالتفلّت من صفقة النووي، أو عبر أعمال ميدانية كالهجوم الاخير".

 

واعتبر زاسبيكين انّ الوجود الاميركي في المنطقة اصبح يواجه صعوبات اكبر بعد اغتيال سليماني وابو مهدي المهندس وأنا لا أرى أي افق استراتيجي له، اذ انّ وجود الاميركيين في سوريا غير شرعي على الاطلاق ويجب أن يغادروها، أما في العراق فهم دخلوا اليه منذ البداية كقوة احتلال، والموقف الأخير لمجلس النواب العراقي يحمل دلالات بارزة.

 

وراى ان "من بين الأسباب الأساسية التي دفعت في اتجاه أن يصبح الخروج الاميركي من المنطقة مطروحاً بإلحاح الآن، هو أنّ دور الاميركيين في الشرق الاوسط سلبي في استمرار، وبينما نسعى نحن الى إيجاد الحلول للأزمات يلجأون هم الى تعطيلها وعرقلتها".

 

وحول التأخّر تشكيل الحكومة اللبنانية على رغم من تعاظم التحدّيات الداخلية والخارجية، اعتبر ان "هذا شأن لبناني داخلي، وما يهمّنا هو انتظام نشاط المؤسسات الدستورية وبالتالي تأليف الحكومة سريعاً، أما شكلها فيقرّره اللبنانيون".