ينبغي أن نؤسس لخطاب الوعي والمصلحة الوطنية والإجتماعية، بعيدا عن منطق الغلبة، ولغة الربح والخسارة، وخطابات الإنتصار وتعبئة الجماهير لمصالح سياسية لا تغنيهم من جوع فنحقق الأمن الإجتماعي لشعوبنا التي لم تعد تعنيها لا الانتصارات ولا الهزائم بقدر ما تريده من تحقيق العيش الكريم.
 

إنطلاقا مما حصل خلال أسبوع ومنذ لحظة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني أصبحنا بحاجة إلى مقاربة الواقع المستجد بلغة العقل والمنطق، تلك اللغة التي قد لا تعجب  البعض، ولكن  لا بد منها.

  إننا أمام  سياسة  منافع وحروب لا تحقق سوى مصالح الدول، وليس للخطاب العاطفي والايديولوجي أي تأثير في مجريات الأحداث ولا مخرجات  هذه الحروب ولذلك فإن السؤال: متى نبدأ التفكير بما يمكن أن نحققه لا بما نقنع به الجمهور الذي غذيناه دائما ودهرا بالخطاب  الحماسي والتعبوي.

 اليوم لغة الرياضيات والحساب والفيزياء  هي الحاكمة وخطاب الميتافيزيقا  لن يقدم ولن يؤخر بتقليل الخسارات المادية والوقت  والاجيال  تنتظر منا  العمل على سعادتها في الدنيا  نؤمن لها الرفاه الاقتصادي   والحياة  الكريمة،  أما والحرب قد وضعت أوزارها قبل أن تبدأ  فإننا بحاجة إلى  العقل  والتعقل  والذهاب إلى معادلات الحساب في الربح والخسارة بعقل بارد  ومنطق  قريب من أسلوب النبي محمد (ص) في بُعده  السياسي  الذي  أقام أكثر من صلح  ووقع أكثر من معاهدة  لأنه كان يحمل هدفاً وغاية،  ولم تكن غايته الحروب من أجل الحروب  أو الغلبة  لأنه  عرف كيف تكون الغلبة وبدون قطرة دم.

 دخل النبي (ص) مكة الذي نُفي منها   ليدخلها بعد سنين  بدون قطرة دم واحدة،  إذا كنا نحمل فكر النبوة  وعقل  الدولة علينا أن نفكر بهدوء  ونقرأ واقعنا أكثر ونعترف بنقاط ضعفنا وقوتنا  لنؤسس عليها مواقفنا  ونغير واقعنا المزري  والمتهالك إلى واقع أكثر قوة معتمدين على وحدتنا في أوطاننا  لا الفرقة فما نحققه مجتمعين  على قلّته أكثر وأفضل مما نحققه متفرقين متباغضين.

ومن هنا ينبغي أن نؤسس لخطاب الوعي والمصلحة الوطنية والإجتماعية، بعيدا عن منطق الغلبة، ولغة الربح والخسارة، وخطابات الإنتصار وتعبئة الجماهير لمصالح سياسية لا تغنيهم من جوع فنحقق الأمن الإجتماعي لشعوبنا التي لم تعد تعنيها لا الانتصارات ولا الهزائم بقدر ما تريده من تحقيق العيش الكريم.

  ابعد  الله لبنان  عن صراعات لا طائل منها  وهدى الله المسؤولين إلى تحسس أوضاع الناس التي تعيش البؤس  في المأكل والمشرب والمتاع.