أكد ​السفير الروسي​ في ​لبنان​ ​​الكسندر زاسبيكين​ "عدم القدرة على تجاهل السلاح الاقتصادي الاميركي الاساسي بمحاربة بعض الدول والمتمثل بالعقوبات الاقتصادية والتي تستخدم كعنصر ضغط"، مشيراً الى انه "اذا كان يوجد اي فرصة للحوار مع الاميركيين فروسيا ليست ضد و​الادارة الاميركية​ لا تعطي الفرصة الصادقة للعمل البناء".


وفي حديث تلفزيوني، اوضح زاسبيكين ان "روسيا ستواصل دورها الايجابي قدر الامكان لتحقيق نتائج جيدة، وروسيا لا تقرر كل شيء ولكن لديها دور فعال ومهم جداً في سوريا وهذا ما نشاهده من خلال الاحداث، وروسيا تعتمد بشكل كبير على العلاقات بالمنطقة وايضاً تتطرق الى الخارج ولكن بنسبة اقل، وبالطبع هذا الدور سيزداد اكثر في الايام القادمة"، لافتاً الى ان "الدول الاوروبية لا دور فعال لهم بالمستقبل لانهم خاضعين للهيمنة الاميركية والقرارات الاميركية".

وبما يخض زيارة الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ الى سوريا ولقائه بالرئيس السوري بشار الاسد، أعتبر زاسبيكين ان "هذه الزيارة لها دلالات ايجابية وكبيرة وهي تأتي في ظل هذه الاجواء والتوتر والقلق الحاصل في المنطقة ولتثبت للعالم وجود موقف ثابت ومتلاحم وراسخ بين بوتين والاسد، وكان هذا اللقاء مهم جداً حيث برز خلاله رسم المرحلة القادمة واستكمال مهام ​مكافحة الارهاب​، والتعاون الشامل وهذا له دلالات كبيرة في الساحة الدولية والشرق اوسطية"، مشدداً على ان "روسيا ومنذ فترة طويلة تتحدث عن النزاع القائم في ​الشرق الاوسط​ وصحيح ان اغتيال قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة ​الحشد الشعبي​ العراقي ابو مهدي المهندس، سيخلق حالة اكثر توتراً في المنطقة، ولكن الهدف بالنسبة لنا هو عدم الرغبة بتاتاً بحرب شاملة وجديدة، وروسيا لا طالما نادت بالابتعاد عن هذا الطرح لأن في حالة الانفجار سيتأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير وسيسقط ضحايا"، متسائلاً "لماذا تم تقديم ب​مجلس الامن​ الدولي مشروع قرار يخص الاحتجاجات قرب ​السفارة الاميركية​ مع عدم التطرق نهائياً الى حادثة اغتيال قاسم سليماني ورفاقه، وروسيا ترفض بشكل كامل هذا الامر ونحن نعلم وجود عدد كبير من القوى تؤيد روسيا بهذه النقطة، مع العلم انه يوجد ويوجد قسم كبير مع الجزء الاميركي ومع ادراكهم الملطق انهم على خاطأ، ومجلس الامن هو المنصة الدولية الاساسية ويجب البحث عبرها بكل الملفات".

وعن النزاع السوري، اوضح زاسبيكين ان "الوضع في سوريا يتطور ويتجه نحو الحل وهذا هو المسار الاساسي المتفق عليه من قبل الجميع وهناك بعض القوى التي تعمل من اجل ذلك بكل جدية وبشكل ملموس، مع وجود جزء اخر لا يؤيد هذا الامر مثل ​الولايات المتحدة​ وغيرها، ويوجد اعتراف ضمني اميركي ان الحل يتقدم في سوريا، وهناك اتفاق ما بين روسيا و​الدولة السورية​ والتواجد العسكري الروسي في المناطق الاستراتيجية هذا امر طبيعي"، مؤكداً ان "روسيا تؤييد بشكل كامل ومطلق ​الاتفاق النووي​ وتريد تطبيقه بشكل كامل".

وعن الوضع اللبناني، لفت زاسبيكين ان "روسيا تعلم ان كل احلام اللبنانيين لا يمكن تحقيقها مثل ما يريدها الشعب وهذا الامر هو صراع ليس فقط ارادة شعبية، والنتيجة لن تؤدي الى الهدف المنشود، فضلاً عن التدخل الخارجي وتحريك مجموعات من المجتمع المدني، وهذا الامر الامر معروف جداً ويجب تأيد رئيس الوزراء المكلف ل​تشكيل الحكومة​ ​حسان دياب​ لتكليف الحكومة"، مشيراً الى "ضرورة ان تلد الحكومة اليوم قبل الغد، واذا انتظر البعض لمتابعة ما يحدث في المنطقة وربطه بمسار التشكيل فهذا لن يؤدي الى النتائج الايجابية ولا ينفع ابداً، والاستراتيجية الاميركية الحالية ترمي الى مواجهة حزب الله، ولكن عند مجيئ وكيل ​الخارجية الاميركية​ للشؤون السياسية ​ديفيد هيل كان الحديث الاميركي متوازن فليتم اعتماد هذا الكلام ولكن هناك تناقض كبير مع بروز نهج العقوبات والضغط والمراقبة على النظام المصرفي اللبناني".