كان ثمة من يقول أن لا حرب وفق التقديرات السياسية المتعلقة بالمنطقة وبالصراع الإيراني الأميركي، وثمة من قرأ التهديدات المتبادلة بأنها فقاقيع إعلامية لا سيما التهديدات الإيرانية التي تتواصل بأعلى وتيرة منذ ة سنوات ربطا بما يحدث في سوريا من استهداف مباشر ومستمر للقوات الإيرانية حيث ترد إيران بالتهديدات فقط وبما لا يرقى إلى تحول عسكري في سياق المعارك التقليدية.
 
ردت إيران فجر اليوم على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني على قواعد أميركية في العراق، ويأتي هذا الرد بعد إطلاق سلسلة كبيرة من التهديدات الإيرانية التي توزعت بين قياديين في الحرس والجيش الإيراني والديبلوماسية، وقد استمع العالم إلى تلك التهديدات فذهبت الغالبية العظمى من السياسيين والإعلاميين والمحللين إلى أن حربا طاحنة على الأبواب ونقلت الأخبار الواردة من مختلف الدول في الخليج والشرق الأوسط حالات الاستنفار العسكري والأمني والسياسي ومع ذلك كان ثمة من يقول أن لا حرب وفق التقديرات السياسية المتعلقة بالمنطقة وبالصراع الأيراني الأميركي، وثمة من قرأ التهديدات المتبادلة بأنها فقاقيع إعلامية لا سيما التهديدات الإيرانية التي تتواصل بأعلى وتيرة منذ عدة سنوات ربطا بما يحدث في سوريا من استهداف مباشر ومستمر للقوات الإيرانية حيث ترد إيران بالتهديدات  فقط وبما يرقى إلى تحول عسكري في سياق المعارك التقليدية.
 
أكد الرد الإيراني فجر اليوم بما لا يقبل الشك أن لا حرب، وأن لا أحد يريد الحرب، فلم تكن طبيعة الرد الإيراني بمستوى الرد على مقتل سليماني وبمستوى الحدث والخرق وتغيير قواعد اللعبة بل كان الرد بما ينسجم أكثر مع الداخل الإيراني وأن تبعاته فقط إيرانية داخلية لامتصاص حجم الخسارة التي تركها سليماني ولامتصاص حالة الغضب العاطفي والوجداني لدى الشعب الايراني ولدى الشعوب المتعاطفة الأخرى .
 
ولذلك فإننا بعد اسبوع ملتهب سياسيا وعسكريا إننا أمام عودة مفروضة لقواعد اللعبة في الصراع الإيراني الأميركي وعودة سريعة إلى التفاوض الجدي والحقيقي بعيدا عن أي حرب، التفاوض الجدي بين الدبلوماسيتين الأميركية والإيرانية، التفاوض الذي كان سليماني يمنعه أو يقف حائلا دون تحقيقه، وقد شهدنا أكثر من مرة مدى التباين في السياسة الإيرانية بين ما تريده الدبلوماسية الايرانية وما تريده قيادة الحرس على صعيد الصراع الاميركي الايراني وملفات عدة في المنطقة
 
نأمل أن يكون ما حصل خلال هذا الاسبوع ومنذ اغتيال  سليماني الى ما بعد الرد الايراني هو نهاية التوتر وأن نشهد تطورا إيجابيا لمسار الصراع والوصول إلى لغة تفاوضية مقبولة لدى الطرفين تنسجم مع مصالح الشعب الايراني وتجنبه المزيد من أهوال العقوبات، وتجنب المنطقة والشرق الاوسط المزيد من الحروب والتوتر.