قالت إيران اليوم الثلاثاء إنها وضعت 13 سيناريو للانتقام لقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي شهد موكب تشييعه بمسقط رأسه تدافعا مميتا أسفر عن عشرات الضحايا، في حين قال مسؤولون إيرانيون إن بداية نهاية الوجود الأميركي في المنطقة قد حلت.
 
فقد قال الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن المجلس اقترح 13 سيناريو للرد على مقتل سليماني الذي لقي حتفه مع ضباط إيرانيين آخرين، إضافة إلى أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، في غارة أميركية قرب مطار بغداد قتل قبيل فجر يوم الجمعة الماضي.
 
وأضاف شمخاني أن أضعف الخيارات الإيرانية للرد على واشنطن سيتحول إلى كابوس تاريخي للولايات المتحدة، على حد وصفه.
 
كما أشار إلى أن الرد على مقتل سليماني لن يكون في إطار عملية واحدة، وأن "جميع قوى المقاومة ستنتقم لدمه".
وفي وقت سابق اليوم، توعد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي بأن يكون الرد الإيراني على مقتل قائد فليق القدس -التابع للحرس الثوري- قويا ومزلزلا.
 
وقال سلامي خلال مراسم تشييع سليماني في مدينة كرمان (جنوب شرقي إيران) إنه لا مكان آمنا للولايات المتحدة في المنطقة، واعتبر أن مقتل سليماني بداية نهاية وجودها فيها، وأن طرد الولايات المتحدة من المنطقة بدأ.
 
كما توعد من وصفهم بأعداء إيران بالانتقام، وقال إنه في حال ضرب هؤلاء الأعداء مجددا، فستدمر إيران مكانا محببا لهم، دون أن يحدد الهدف.
 
وكان مجلس الأمن القومي الإيراني توعد بأن الرد سيشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها، في حين قال قائد بالحرس الثوري إنه جرى تحديد 35 هدفا أميركيا حيويا في المنطقة، بالإضافة إلى إسرائيل.
 
رد متناسب
من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف اليوم في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية إن بلاده سترد على عملية اغتيال سليماني بشكل متناسب، واصفا العملية بإنها إرهاب دولة.  
 
وفي تصريحات سابقة اليوم بطهران، قال ظريف إن الولايات المتحدة باغتيالها سليماني وضعت الأساس لبداية نهايتها بالمنطقة، وقد بدأ العد التنازلي في هذا الاتجاه.
 
وأضاف أن واشنطن ستتلقى جواب ما وصفها بحماقتها وجرأتها في الوقت المناسب، وذكر أن الطريق الذي اختارته أميركا لنفسها وللمنطقة هو طريق الحرب وسفك الدماء.
 
كما وصف عملية الاغتيال بالمقامرة الكبيرة، معتبرا أن حسابات واشنطن الخاطئة تسببت في زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
 
بدوره، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اليوم إن الوضع بالمنطقة دخل مرحلة جديدة بعد اغتيال سليماني، ولا يمكن أن يعود إلى ما قبل ذلك.
 
تشييع وضحايا
من جهة أخرى، يوارى جثمان قائد فيلق القدس السابق الثرى في مدينة كرمان بعد تشييع حاشد تخلله تدافع أسفر عن مقتل 35 شخصا وجرح نحو 200.
 
وقالت وكالة رويترز نقلا عن وسائل إعلام إيرانية إنه تقرر تأجيل دفن سليماني الذي كان مقررا عصر اليوم.
 
وأظهرت صور بثها التلفزيون الإيراني حشودا ضمت عشرات الآلاف ساروا في موكب التشييع الذي أقيم وسط مدينة كرمان.
 
ووضع نعش سليماني إلى جانب نعش مساعده اللواء حسين بورجعفري الذي قتل معه في الغارة الأميركية ببغداد أمام منصة خطب اعتلاها قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي.
 
وكما كان الحال في مراحل التشييع السابقة، اتشح المشيعون بالسواد، ورفع العديد منهم صور سليماني، وترددت مجددا الهتافات المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.
 
وشهدت الأيام الثلاثة الماضية مراسم تشييع كبيرة بالأهواز وقم ومشهد وطهران، وفي العاصمة شارك في التشييع مرشد الثورة علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.
 
وكانت وسائل إعلام إيرانية تحدثت عن "مشاركة الملايين" في تشييع سليماني بطهران، كما وصفت الحشود في الموكب بغير المسبوقة.
 
 
ترامب يعلق
في الأثناء، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاسم سليماني بالإرهابي الذي كان يجب القضاء عليه منذ أكثر من 15 عاما، معتبرا أن الولايات المتحدة باتت أكثر أمنا بعد تصفيته.
 
وأضاف في مقابلة إذاعية أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لم تقم بأي خطوة ضد سليماني رغم أنها أدرجته في قائمة الإرهاب.
 
وانتقد ترامب تصريحات الديمقراطيين واتهم عددا منهم بدعم إيران علنا، كما انتقد الاتفاق النووي الموقع مع طهران.
 
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي إن سليماني كان يحضر وينسق لأعمال ضد القوات الأميركية بالمنطقة.