شكّل موقع فيسبوك أرضية خصبة للانتهاكات الحزبية والمقالات الساخرة ونظريات المؤامرة قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، حيث صُممت الشبكة الاجتماعية من أجل تشجيع المستخدمين على الاستمرار في المشاركة والتعليق من خلال الترويج لمحتوى مثير للجدل ومحفز لردود الفعل القوية، مما أدى لظهور جهود متعددة لمحاربة هذا التوجه.
 
وتحدثت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية في تقريرها الأخير عن تحول إنستغرام إلى المصدر الجديد للأنباء والمعلومات الزائفة.
 
وقالت المجلة إن من أسباب ازدياد شعبية إنستغرام منذ عام 2016 ملل المستخدمين من الواجهة المزدحمة وضوابط الخصوصية المرهقة لموقع فيسبوك. في المقابل، يقدم إنستغرام فرصة عرض صور جميلة مع سهولة الاستخدام.
 
وتعد خاصية تقديم "الستوري" (القصة)، المتمثلة في صور ومقاطع فيديو تختفي بعد يوم واحد من عرضها، السبب الرئيسي وراء النمو الفائق الذي حققه الموقع عام 2016. وتجدر الإشارة إلى أن فكرة "القصة" مكّنت المستخدمين من تذوق متعة النشر مع الإحساس بالأمان لعلمهم أن المنشورات ستختفي في نهاية اليوم.
 
ولقيت منصة إنستغرام رواجا كبيرا خاصة بين كبار السن. ففي يونيو/حزيران 2016، كان عدد المستخدمين يبلغ حوالي 500 مليون، ثم ارتفع العدد ليبلغ مليار مستخدم بحلول يونيو/حزيران 2018. في هذه الأثناء، كان نحو نصف أعضاء مجلس النواب الأميركي وحوالي ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الشيوخ يملكون حسابات على هذه المنصة.
 
وأكد التقرير أنه من المنطقي الافتراض أن جميع هذه الأرقام أصبحت أعلى بكثير في الوقت الحالي. علاوة على ذلك، يحصل حساب إنستغرام العاشر من حيث الحجم على ثلاثة أضعاف عدد التفاعلات التي يحصل عليها فيسبوك ككل، وفقًا لموقع "أكسيوس" الإخباري.
اعلان
 
وتغيرت خاصية نشر "القصة" في إنستغرام كثيرا في الوقت الحالي، حيث أضيفت خاصية كتابة النصوص على المحتوى المرئي كما أصبح بإمكان المستخدمين إعادة مشاركة ما ينشره الآخرون بسهولة أكبر. وفي الواقع، إن المزج بين كتابة النصوص ونشر الصور مع قاعدة المستخدمين الضخمة، جعلا إنستغرام أكثر شبها بفيسبوك.
 
ولا يزال إنستغرام منصة لنشر صور لغروب الشمس وأكواب القهوة وساحة "للمؤثرين" الجذابين الشباب، مما يجعل المستخدمين قليلي الحذر، لكنه أصبح أيضا يقدم أرضا خصبة للدعاية. وفي هذا الصدد يمكن القول إن السياسة تغلغلت منذ فترة طويلة داخل هذا الموقع.
 
ولم يسلط الضوء بما فيه الكفاية على الدور الذي لعبه إنستغرام خلال انتخابات 2016، كما يفيد التقرير الذي كلفت به لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. وأضاف التقرير أن الروس حوّلوا اهتمامهم عام 2017 إلى إنستغرام بعد التغطية الإعلامية المكثفة لعملياتهم على فيسبوك وتويتر.
 
وأوردت المجلة أن تقريرا لجامعة نيويورك حذر من تحول إنستغرام إلى "الوسيلة المفضلة للراغبين في نشر معلومات مضللة " في سياق انتخابات 2020. كما أشار التقرير إلى "ازدياد نظريات المؤامرة والخدع التي أنشئت محليا إلى جانب التدخل الروسي".
 
وتطرقت المجلة كذلك إلى انتشار الحسابات المخصصة للقضايا المؤججة للخلاف والحسابات التي تستخدم المنشور السياسي، تماما كما حصل عند نشر فيسبوك للقصص المتطرفة والمزيفة خلال الانتخابات السابقة. علاوة على ذلك، ابتكر المستخدمون طرقا عديدة لإدخال السياسة إلى الشبكة، على غرار تغيير صور ملفاتهم الشخصية إلى اللون الأحمر دعما لكشمير، أو الأزرق دعما للسودان.