اليوم يودع الشعب الإيراني اكبر قائده العسكري على مدى التاريخ قاسم سليماني ويشيع جثمانه إلى مثواه الأخير. 
وبعد إقامة مراسم تشييع لجثامين الجنرال سليماني ورفاقه في مدن عدة عراقية وايرانية بدءت صباح اليوم مراسم تشييعهم الأخيرة في العاصمة طهران حيث خرج الملايين من المواطنين إلى الشوارع بشكل عفوي منذ ساعات قبل بدء المراسم. 
وكما أرى فإن المشيعيين لجثمان قاسم سليماني في طهران سجلو اليوم أحد اكبر مراسم تشييع في تاريخ العالم وليس إيران فحسب. 
 
ان هذا المشهد المهيب لمراسم التشييع ينبغي ان ينظر اليها كنقلة نوعية في تاريخ الشرق الأوسط وفق ولي رضا نصر المستشار السابق للرئبس جورج بوش الابن. 
وسيخلد اليوم في ذاكرة تاريخ إيران كيوم شهد احد اكبر تجمع بشري في تاريخها بأكمله. ذلك لأن الجنرال تحول الى رمز للوطنية وتفيد استطلاعات للراي العام خلال سنوات ماضية أن قاسم سليماني هو الاكثر شعبية بين جميع الشخصيات السياسية والعسكرية الإيرانية. 
 
وكان لافتا أن وزير خارجية شاه إيران الأخير اردشير زاهدي قال مساء الأمس خلال مقابلة مع قناة بي بي سي البريطانية انني اعتبر ان قاسم سليماني كان عسكريا عبقريا ورمز الدفاع عن الوطن وأنه كان من كبار عسكريي العالم من طراز الجنرال ديغول. 
 
كما كان لافتا ان ولي العهد الأخير للنظام الملكي البائد رضا بهلوي التزم الصمت ولم يفوه بكلمة ضد قاسم سليماني لأنه لا يصمد الوقوف في وجه قائد عسكري يحترمه عامة الشعب. يعرف رضا بهلوي ان أي تصريح ضد قاسم سليماني يكلفه تكاليف باهظة ويجلب عداء الإيرانيين. 
انه رأى عبر الشاشات الحشود العارمة التي انطلقت في جميع المدن الإيرانية بشكل عفوي لا يعهدها الوطن إلا في مناسبات قليلة. 
 
يقول مسؤولون امريكيون أن النظام الإيراني أجبر المواطنين على النزول إلى الشوارع والمشاركة في مراسم تشييع سليماني. والحقيقة أن النظام الذي لم يقدر على إخماد  عشرات الآلاف من المحتجين والمشاغبين قبل شهر إلا بشق الأنفس كيف يتمكن من أخذ الملايين من الناس الى الشوارع واجبارهم على البكاء واللطم؟! 
لو اجتمع جميع الأنظمة في العالم على أخذ تلك الملايين إلى الشوارع لن يتمكنوا. وهذه حقيقة بديهية يدركها الجميع. 
ان رسالة الشعب الإيراني إلى عدوه الولايات المتحدة التي أفصح عنها خلال مراسم التشييع لجثمان قاسم سليماني يجب قراءتها بدقة وعناية فائقة من قبل مراكز الدراسات ومعاهد البحوث في الولايات المتحدة.
 
 يتعسف الرئيس ترامب بالقول بأنه خدم الشعب الإيراني حيث انقذهم من اكبر إرهابي في العالم في حين ان عشرات الملايين من المعزين والمشيعين يعتبرون ان ترامب هو اكبر إرهابي في العالم. ان هذا المشهد المهيب لمراسم تشييع الجنرال سليماني يغبط به اي جنرال عسكري في العالم. 
 
 هل سيكرر ترامب اخطاءه الاستراتيجية في الحسابات؟