كشف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حوار خاص أجرته معه جريدتا "المدن" و"العربي الجديد"، أن قطر تدرس عدداً من الأفكار والمشروعات البعيدة المدى لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية الراهنة، وهي لا تزال تثق بأن النظام المالي اللبناني ما زال صلباً وقوياً وقادراً على العودة الى مساره الطبيعي، وأشار الى أن بلاده تتوقع من القوى السياسية اللبنانية أن تستجيب لنداء الحراك الشعبي الحضاري الذي يشهده لبنان، ويعادل ثورة فكرية في المعايير السياسية والاجتماعية اللبنانية، تطرح مطالب "مشروعة ومنطقية".
 
 
وأوضح الشيخ محمد في الحوار الذي ينشر كاملا بالتزامن في "المدن" و"العربي الجديد"، أن لدى بلاده تقارير تفيد بأن النظام المالي اللبناني سيعتمد اعتبارا من الثامن من الشهر الحالي إجراءاتٍ ستسهم في إستقرار العملة، وشدّد على أن قطر لا تريد للبنان أن يسقط، وهي لن تقدم إلا ما يلبي حاجات الشعب اللبناني، وليس لديها خطط للتوسط السياسي في الأزمة، كما ليس لديها معلومات عن إستعداد دول أخرى لمثل هذا التدخل.
 
 
وفي الآتي وقائع الحوار الذي أجراه ساطع نورالدين ومعن البياري مع الشيخ محمد في مقره الرسمي الدوحة، والذي تناول عدداً من ملفات السياسة الخارجية القطرية، بدءا من لبنان، مرورا بالتوتر الحالي بين أميركا وإيران، لا سيما وان الوزير القطري قام السبت بزيارة الى طهران كانت مقررة قبل إغتيال قاسم سليماني، وصولا إلى المسألتين السورية والليبية اللتين تزيدان الوضع العربي إضطراباً وتفجراً. 
 
 
 
 هل نحن أمام تحول استراتيجي في موازين القوى الاقليمية في اعقاب اغتيال سليماني؟ وما هو تقديركم لحدود المواجهة بين اميركا وايران؟ "
 
 
 
نحن أمام حالة تصعيد مستمرة منذ فترة ولا شك أن ما طرأ من أحداث سواء كانت عملية اقتحام السفارة الامريكية في بغداد أو استهداف عدد من القادة العسكريين الإيرانيين والعراقيين خلال الأسبوع الماضي يعدّ منعطفاً جديدًا في التصعيد، وحيث أننا نضع مصلحة المنطقة وشعوب المنطقة فوق كل اعتبار فإننا نسعى بشكل حثيث لنزع فتيل الأزمة كما أننا نعول على  عدم رغبة الطرفين في الدخول في مواجهات مفتوحة أو حلقة العنف المفرغة.
 
 
 
اين اصبحت الازمة الخليجية وما هو مستقبلها؟
 
 
"نقدر الوساطة الكويتية ونريد أن تكون هناك نظرة مستقبلية للأزمة، بحيث تتجنب المنطقة أي أزمة في المستقبل، وتكون هناك قنوات واضحة لحل مثل هذه الأزمات في المستقبل. قطر تريد علاقات حسن الجوار في المنطقة ، وأن يكون هناك حوار وتشاور دون إملاءات لسياسات من دولة على أخرى."
 
 
 
الوقوف الى جانب لبنان
 
 
ما هو المسار الذي تتخذه الأزمة اللبنانية، وما هو المقصود في إعلان قطر المتكرر، في الآونة الأخيرة، عزمها الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه؟ 
 
 
دولة قطر كانت دائما ملتزمة بدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل التحديات الجمة التي يواجهونها و وهناك مشكلة يمكن أن تتسبب بانهيار الاقتصاد الوطني أو في أزمة خدمات للشعب اللبناني  وفي الصياغ هناك أفكار عديدة قيد الدراسة والبحث مع الدولة اللبنانية، بشـأن كيفية مساعدة الشعب اللبناني، باعتباره المتضرّر من الأزمة الحالية.
 
 
ولكن أي مساعدة مالية الآن ربما لن يستفيد منها الشعب اللبناني، بل المصارف التي تسيء معاملة اللبنانيين، والمصرف المركزي معها..؟
 
 
 
الآن هناك إجراءات (لبنانية) ستسهل إستقرار العملة، وهي ستبدأ في الثامن من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، حسب علمي، وكما جاء في آخر التقارير التي قرأتها. من جانبنا، نحن لا نزال ندرس ما يمكن أن نقدّمه. ولا شك أن عدم وجود حكومة في لبنان يعقّد مسألة التواصل لإيجاد حلول مناسبة لكن المهم الآن أننا لا نريد للبنان أن يسقط. وينبغي أن يتم التجاوب مع المطالب الشعبية، لأن القصور في الأداء يؤثر بشكل مباشر على الناس، ومن جهتنا لن نقدّم إلا ما يلبي حاجات الناس بشكل مباشر، ونحن نتحدث الآن مع الجانب اللبناني حول أفكارنا للمساعدة. 
 
أي مساعدة ستقدّمها قطر الآن إلى لبنان ستكون بمثابة دعم سياسي للسلطة اللبنانية؟
 
 
في المقابل، ما هو البديل؟ المساعدات لا ترى النور إلا بشقّ الأنفس. في الأصل، عندما تقدّم مساعدة تلامس حاجات الناس، لا يعني ذلك أنك تدعم هذا التوجه، أو هذا التحرّك السياسي أو ذاك، ، لأن البديل في هذه  الحالة هو انسداد الأفق السياسي وعدم الخروج من عنق الزجاجة مما يمكن أن يزيد من فرص الانهيار وأنت أيضا محاط بدول غير مستقرّة، ونحن لا نريد أن يدخل لبنان في هذا التصنيف مرة أخرى، لأنه عانى الكثير في فترة عدم الاستقرار، وخلفيات الصراعات الأهلية الداخلية ما زالت موجودة ولم تنته، وهذا يعني أنك يجب أن تعدّ خطة متوازنة، وبعيدة المدى.
 
 
 
على المستوى السياسي، هل هناك أفكار للتوسّط؟ 
 
 
 
في الوقت الحالي لا. وليس لدينا معلومات عن استعداد دولٍ أخرى للتدخل والتقريب بين القوى السياسية. علاقتنا مع لبنان تاريخية، ولها امتداد زمني طويل. ويمكن أن تمرّ هذه العلاقات في ظروفٍ جيدة، أو غير جيدة، لكن القاعدة الأساسية أن قطر معنيةٌ بلبنان واستقراره. القوى السياسية التي تحكُم لبنان هذا نتاج قرار الشعب اللبناني، وهو الذي يحدّد المسار. نحن في دولة قطر لا نحكم على الدولة بناءً على من يحكمها، بل بناءً على علاقتنا بها، وعلى علاقتنا مع شعبها. نحن ننظر دائما إلى العلاقة اللبنانية القطرية من زاوية إيجابية، ونحرص أن يظل مستوى هذه العلاقة قوياً. وإذا اختلفنا اليوم مع القوى السياسية الموجودة اليوم في السلطة، أو اتفقنا معها، فهذا لا يعني أن يكون ذلك على حساب العلاقة اللبنانية القطرية، السياسية والشعبية. ، ونتمنّى أن يتمكّن لبنان من الخروج من الأزمة التي يمرّ بها، والتي جرى توصيفها بأنها أزمة داخلية، بشكلٍ يرضي الأطراف ويرضي الشارع بشكل رئيسي، وبالأساس يرضي الحراك، وأن يكون هناك تغيير في لبنان نحو الأحسن. نحن نتمنّى أن يعود لبنان إلى الاستقرار، لأن عدم الاستقرار لن يخدم مصلحة لبنان، ولا مصلحة محيطه الذي هو في الأصل غير مستقر. هذا توجهنا في الوقت الحالي
 
 
 
هل كان هناك قلق من انهيار الدولة اللبنانية أو إفلاسها؟
 
 
 
يمكن للبنان أن يشهد أزماتٍ مالية، لكن منظورنا نحن أن لبنان لم يتعثر ولو مرة واحدة في خدمة ديونه الخارجية. أثبت لبنان، على الرغم من الأزمات التي يمرّ بها قوته وصلابته. لذلك مثلا عندما أعلنا العام الماضي عن شراء سنداتٍ حكوميةٍ لبنانية، كان ذلك من منطلق الثقة بهذا النظام المالي المتماسك في لبنان. يمر لبنان اليوم بأزمة اقتصادية وأزمة مالية، ربما تعدّل الإصلاحات التي سيخرجها الحراك هذا النظام وتعزّزه وتقوّيه أكثر. لا نريد أن نرى انهياراً لهذا النظام ولهذا الاقتصاد، لأن انعكاساته ستكون سلبيةً جدا على الشعب اللبناني، وسلبية أيضا علينا نحن كمستثمرين.
 
 
 
 هل من صلةٍ بين هذه الأزمة وما يجري في سورية؟
 
 
 
ارتباط  لبنان بسورية جغرافي واجتماعي وتاريخي وسياسي، ومن كل النواحي. المؤكّد أن ما يحدث في سورية يؤثّر على لبنان، وما يحدث في لبنان يؤثر على سورية. تمرّ سورية اليوم للأسف بمرحلةٍ من عدم الاستقرار، بدأت في العام 2011، عندما بدأ النظام السوري يقتل فيشعبه، وهو مستمرٌّ في ذلك، والعالم أجمع ينظر إلى الأمر من ناحية أن هذا أصبح الأمر الواقع، ولا شك أن مسألة اللاجئين شكّلت عبئا أكيدا على لبنان وعلى اقتصاده، وهي في الأساس نتاج للأزمة السورية التي أكملت الآن ثماني أو تسع سنوات. هناك اليوم أيضا تصعيد في سورية، صحيح أنه يحصل في الشمال في إدلب، لكن الأكيد أنه ستكون له تداعيات على لبنان. الحراك الذي يحصل الآن في لبنان إذا خرج عن السيطرة، واتخذ مناحي أخرى باتجاه العنف لا سمح الله ، فذلك ستكون له عواقب وخيمة، بسبب  عدم الاستقرار في سورية، ما يمكن أن يسفر عن نتائج مدمّرة للمنطقة كلها، وهذا ما لا نريده، ونرى أنه يجب تجنّبه.
 
 
 
أخذا بعين الاعتبار خلفيات الأزمة السورية وآلياتها فإننا عندما ننظر الى الحراك الحضاري الذي يقوم به الشعب اللبناني اليوم فإننا لا نملك إلا أن نحترمه وأن نحث القوى السياسية المختلفة للتعامل مع هذا الحراك بالشكل الحضاري الذي يليق به، وأن يكون هناك حلّ وسط لاحتواء الوضع في لبنان، ويعود إلى الاستقرار في أسرع وقت، فعدم الاستقرار سيؤدّي إلى ضغط على التحويلات المالية والاستثمارات في لبنان، وهذا العامل سيكون سبباً أساسياً لشحّ الدولار والعملات الأجنبية. ويمكن أن تكون هناك عوامل أخرى.
 

وزير خارجية قطر لـ"المدن":لانريد للبنان أن يسقط..وندرس مشاريع لمساعدته
ساطع نور الدين|الأحد05/01/2020شارك المقال :0
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
وزير خارجية قطر لـ"المدن":لانريد للبنان أن يسقط..وندرس مشاريع لمساعدته
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
وزير خارجية قطر لـ"المدن":لانريد للبنان أن يسقط..وندرس مشاريع لمساعدته
مقابلة معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني‎ (معتصم ناصر)
وزير خارجية قطر ل"المدن":لا نريد للبنان ان يسقط
وندرس مشاريع بعيدة المدى لمساعدته على تخطي الازمة

نأمل التجاوب مع مطالب الحراك الحضاري لأنها شرعية وواقعية

نعمل بشكل حثيث لنزع فتيل الازمة الاميركية الايرانية الراهنة

لتركيا إعتبارات سورية خاصة لكننا لن ننسى وقفتها معنا 

 

كشف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حوار خاص أجرته معه جريدتا "المدن" و"العربي الجديد"، أن قطر تدرس عدداً من الأفكار والمشروعات البعيدة المدى لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية الراهنة، وهي لا تزال تثق بأن النظام المالي اللبناني ما زال صلباً وقوياً وقادراً على العودة الى مساره الطبيعي، وأشار الى أن بلاده تتوقع من القوى السياسية اللبنانية أن تستجيب لنداء الحراك الشعبي الحضاري الذي يشهده لبنان، ويعادل ثورة فكرية في المعايير السياسية والاجتماعية اللبنانية، تطرح مطالب "مشروعة ومنطقية".


وأوضح الشيخ محمد في الحوار الذي ينشر كاملا بالتزامن في "المدن" و"العربي الجديد"، أن لدى بلاده تقارير تفيد بأن النظام المالي اللبناني سيعتمد اعتبارا من الثامن من الشهر الحالي إجراءاتٍ ستسهم في إستقرار العملة، وشدّد على أن قطر لا تريد للبنان أن يسقط، وهي لن تقدم إلا ما يلبي حاجات الشعب اللبناني، وليس لديها خطط للتوسط السياسي في الأزمة، كما ليس لديها معلومات عن إستعداد دول أخرى لمثل هذا التدخل.


وفي الآتي وقائع الحوار الذي أجراه ساطع نورالدين ومعن البياري مع الشيخ محمد في مقره الرسمي الدوحة، والذي تناول عدداً من ملفات السياسة الخارجية القطرية، بدءا من لبنان، مرورا بالتوتر الحالي بين أميركا وإيران، لا سيما وان الوزير القطري قام السبت بزيارة الى طهران كانت مقررة قبل إغتيال قاسم سليماني، وصولا إلى المسألتين السورية والليبية اللتين تزيدان الوضع العربي إضطراباً وتفجراً. 

 

 هل نحن أمام تحول استراتيجي في موازين القوى الاقليمية في اعقاب اغتيال سليماني؟ وما هو تقديركم لحدود المواجهة بين اميركا وايران؟ "

 

نحن أمام حالة تصعيد مستمرة منذ فترة ولا شك أن ما طرأ من أحداث سواء كانت عملية اقتحام السفارة الامريكية في بغداد أو استهداف عدد من القادة العسكريين الإيرانيين والعراقيين خلال الأسبوع الماضي يعدّ منعطفاً جديدًا في التصعيد، وحيث أننا نضع مصلحة المنطقة وشعوب المنطقة فوق كل اعتبار فإننا نسعى بشكل حثيث لنزع فتيل الأزمة كما أننا نعول على  عدم رغبة الطرفين في الدخول في مواجهات مفتوحة أو حلقة العنف المفرغة.

 

اين اصبحت الازمة الخليجية وما هو مستقبلها؟


"نقدر الوساطة الكويتية ونريد أن تكون هناك نظرة مستقبلية للأزمة، بحيث تتجنب المنطقة أي أزمة في المستقبل، وتكون هناك قنوات واضحة لحل مثل هذه الأزمات في المستقبل. قطر تريد علاقات حسن الجوار في المنطقة ، وأن يكون هناك حوار وتشاور دون إملاءات لسياسات من دولة على أخرى."

 

الوقوف الى جانب لبنان


ما هو المسار الذي تتخذه الأزمة اللبنانية، وما هو المقصود في إعلان قطر المتكرر، في الآونة الأخيرة، عزمها الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه؟ 


دولة قطر كانت دائما ملتزمة بدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل التحديات الجمة التي يواجهونها و وهناك مشكلة يمكن أن تتسبب بانهيار الاقتصاد الوطني أو في أزمة خدمات للشعب اللبناني  وفي الصياغ هناك أفكار عديدة قيد الدراسة والبحث مع الدولة اللبنانية، بشـأن كيفية مساعدة الشعب اللبناني، باعتباره المتضرّر من الأزمة الحالية.
 

ولكن أي مساعدة مالية الآن ربما لن يستفيد منها الشعب اللبناني، بل المصارف التي تسيء معاملة اللبنانيين، والمصرف المركزي معها..؟

 

الآن هناك إجراءات (لبنانية) ستسهل إستقرار العملة، وهي ستبدأ في الثامن من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، حسب علمي، وكما جاء في آخر التقارير التي قرأتها. من جانبنا، نحن لا نزال ندرس ما يمكن أن نقدّمه. ولا شك أن عدم وجود حكومة في لبنان يعقّد مسألة التواصل لإيجاد حلول مناسبة لكن المهم الآن أننا لا نريد للبنان أن يسقط. وينبغي أن يتم التجاوب مع المطالب الشعبية، لأن القصور في الأداء يؤثر بشكل مباشر على الناس، ومن جهتنا لن نقدّم إلا ما يلبي حاجات الناس بشكل مباشر، ونحن نتحدث الآن مع الجانب اللبناني حول أفكارنا للمساعدة. 

أي مساعدة ستقدّمها قطر الآن إلى لبنان ستكون بمثابة دعم سياسي للسلطة اللبنانية؟


في المقابل، ما هو البديل؟ المساعدات لا ترى النور إلا بشقّ الأنفس. في الأصل، عندما تقدّم مساعدة تلامس حاجات الناس، لا يعني ذلك أنك تدعم هذا التوجه، أو هذا التحرّك السياسي أو ذاك، ، لأن البديل في هذه  الحالة هو انسداد الأفق السياسي وعدم الخروج من عنق الزجاجة مما يمكن أن يزيد من فرص الانهيار وأنت أيضا محاط بدول غير مستقرّة، ونحن لا نريد أن يدخل لبنان في هذا التصنيف مرة أخرى، لأنه عانى الكثير في فترة عدم الاستقرار، وخلفيات الصراعات الأهلية الداخلية ما زالت موجودة ولم تنته، وهذا يعني أنك يجب أن تعدّ خطة متوازنة، وبعيدة المدى.

 

على المستوى السياسي، هل هناك أفكار للتوسّط؟ 

 

في الوقت الحالي لا. وليس لدينا معلومات عن استعداد دولٍ أخرى للتدخل والتقريب بين القوى السياسية. علاقتنا مع لبنان تاريخية، ولها امتداد زمني طويل. ويمكن أن تمرّ هذه العلاقات في ظروفٍ جيدة، أو غير جيدة، لكن القاعدة الأساسية أن قطر معنيةٌ بلبنان واستقراره. القوى السياسية التي تحكُم لبنان هذا نتاج قرار الشعب اللبناني، وهو الذي يحدّد المسار. نحن في دولة قطر لا نحكم على الدولة بناءً على من يحكمها، بل بناءً على علاقتنا بها، وعلى علاقتنا مع شعبها. نحن ننظر دائما إلى العلاقة اللبنانية القطرية من زاوية إيجابية، ونحرص أن يظل مستوى هذه العلاقة قوياً. وإذا اختلفنا اليوم مع القوى السياسية الموجودة اليوم في السلطة، أو اتفقنا معها، فهذا لا يعني أن يكون ذلك على حساب العلاقة اللبنانية القطرية، السياسية والشعبية. ، ونتمنّى أن يتمكّن لبنان من الخروج من الأزمة التي يمرّ بها، والتي جرى توصيفها بأنها أزمة داخلية، بشكلٍ يرضي الأطراف ويرضي الشارع بشكل رئيسي، وبالأساس يرضي الحراك، وأن يكون هناك تغيير في لبنان نحو الأحسن. نحن نتمنّى أن يعود لبنان إلى الاستقرار، لأن عدم الاستقرار لن يخدم مصلحة لبنان، ولا مصلحة محيطه الذي هو في الأصل غير مستقر. هذا توجهنا في الوقت الحالي

 

هل كان هناك قلق من انهيار الدولة اللبنانية أو إفلاسها؟

 

يمكن للبنان أن يشهد أزماتٍ مالية، لكن منظورنا نحن أن لبنان لم يتعثر ولو مرة واحدة في خدمة ديونه الخارجية. أثبت لبنان، على الرغم من الأزمات التي يمرّ بها قوته وصلابته. لذلك مثلا عندما أعلنا العام الماضي عن شراء سنداتٍ حكوميةٍ لبنانية، كان ذلك من منطلق الثقة بهذا النظام المالي المتماسك في لبنان. يمر لبنان اليوم بأزمة اقتصادية وأزمة مالية، ربما تعدّل الإصلاحات التي سيخرجها الحراك هذا النظام وتعزّزه وتقوّيه أكثر. لا نريد أن نرى انهياراً لهذا النظام ولهذا الاقتصاد، لأن انعكاساته ستكون سلبيةً جدا على الشعب اللبناني، وسلبية أيضا علينا نحن كمستثمرين.

 

 هل من صلةٍ بين هذه الأزمة وما يجري في سورية؟

 

ارتباط  لبنان بسورية جغرافي واجتماعي وتاريخي وسياسي، ومن كل النواحي. المؤكّد أن ما يحدث في سورية يؤثّر على لبنان، وما يحدث في لبنان يؤثر على سورية. تمرّ سورية اليوم للأسف بمرحلةٍ من عدم الاستقرار، بدأت في العام 2011، عندما بدأ النظام السوري يقتل فيشعبه، وهو مستمرٌّ في ذلك، والعالم أجمع ينظر إلى الأمر من ناحية أن هذا أصبح الأمر الواقع، ولا شك أن مسألة اللاجئين شكّلت عبئا أكيدا على لبنان وعلى اقتصاده، وهي في الأساس نتاج للأزمة السورية التي أكملت الآن ثماني أو تسع سنوات. هناك اليوم أيضا تصعيد في سورية، صحيح أنه يحصل في الشمال في إدلب، لكن الأكيد أنه ستكون له تداعيات على لبنان. الحراك الذي يحصل الآن في لبنان إذا خرج عن السيطرة، واتخذ مناحي أخرى باتجاه العنف لا سمح الله ، فذلك ستكون له عواقب وخيمة، بسبب  عدم الاستقرار في سورية، ما يمكن أن يسفر عن نتائج مدمّرة للمنطقة كلها، وهذا ما لا نريده، ونرى أنه يجب تجنّبه.

 

أخذا بعين الاعتبار خلفيات الأزمة السورية وآلياتها فإننا عندما ننظر الى الحراك الحضاري الذي يقوم به الشعب اللبناني اليوم فإننا لا نملك إلا أن نحترمه وأن نحث القوى السياسية المختلفة للتعامل مع هذا الحراك بالشكل الحضاري الذي يليق به، وأن يكون هناك حلّ وسط لاحتواء الوضع في لبنان، ويعود إلى الاستقرار في أسرع وقت، فعدم الاستقرار سيؤدّي إلى ضغط على التحويلات المالية والاستثمارات في لبنان، وهذا العامل سيكون سبباً أساسياً لشحّ الدولار والعملات الأجنبية. ويمكن أن تكون هناك عوامل أخرى.

 

Video Player

 


قطر والازمة الليبية

 

طلبت تركيا مشاركة قطر وتونس والجزائر في مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية؟


تحدّثنا في هذا الموضوع مع الأمم المتحدة، ومنذ أن بدأ مسار برلين السياسي بشأن الأزمة الليبية دعمته دولة قطر، لأنها تريده أن ينجح. وقد أبلغنا الأمم المتحدة أننا مستعدّون لتقديم أي دعم للعملية السياسية في ليبيا. تم استثناءنا من الدعوة إلى مؤتمر برلين الذي تجري اتصالاتٌ لعقده، وقد يعود هذا إلى أسبابٍ تخصّ الدولة المستضيفة والداعية أو الأمم المتحدة. وعلى أي حال، لن يثنينا هذا عن تقديم أي دعمٍ إيجابي لمسار الحل السياسي في ليبيا. وعندما طلب الرئيس التركي دعوة قطر إلى المؤتمر، فذلك لأنه رأى أن الدول الداعمة للقوات غير الشرعية التي تهاجم طرابلس، وتريد أن تقتحمها، أكثر من الدول الداعمة للحكومة الليبية الشرعية، وأراد توازنا في المؤتمر، ويجد أن من شأن وجودنا فيه يحقّق هذا التوازن. أما عن دول جوار ليبيا فإنها معنيةٌ بما يحدُث هناك، ومواقفها محايدة، وتجب دعوتها إلى برلين، كما أن الأوضاع الليبية تؤثر عليها أمنيا، ولدى هذه الدول منظورها الأمني في هذا الخصوص. فلها الحق في أن تكون على الطاولة، حتى لو لم تشارك قطر في المؤتمر.


منتدى كولالمبور


قطر عضو في تجمع إسلامي تم الإعلان عنه أخيرا، ويضم ماليزيا وتركيا وأندونيسيا، وعقد هذا التجمع قمّة في كوالالمبور أخيرا، ما دوافع تشكيل هذا التجمّع، فيما هناك منظمة التعاون الإسلامي، وجميعكم أعضاء فيه؟


أسيء فهم الفكرة بطريقةٍ أو بأخرى. وللتوضيح، منتدى كوالالمبور سنوي، وينتظم منذ فترة طويلة، وليس جديدا، فضلا عن أنه ليس بديلا عن منظمة التعاون الإسلامي. جاءتنا الدّعوة من ماليزيا، من أجل أن يجتمع قادة الدول المشاركة، وأن يتم التباحث للاتفاق على مشتركاتٍ معيّنة، يمكن أن يكمل بعضُها بعضا، فيما بين هذه الدول، في مجالاتٍ مثل التجارة والتكنولوجيا والتنمية وتمكين الشباب، وفي غيرها من مجالاتٍ تسهم في نهضة هذه الدول. كما أن هناك أزماتٍ كثيرةً تعصف بدول إسلامية عديدة، فيمكن أن تتوفر فرصةٌ لنقاش القادة بشأنها، غير أن هذه الدول لن تقوم بحلّ أي منظمةٍ قائمة، فعالةٍ أو غير فعالة. ومع احترامي لمنظمة التعاون الإسلامي، هي لم تقدّم شيئا في القضايا والمجالات المشار إليها. كما أن الشعب السوري يتم قصفُه يوميا، ولكن الأمم المتحدة لم توقف هذا القصف، فالمنظمات والتجمعات الدولية لا تحلّ أزماتٍ، ولكنها قد تكون منصّات للنقاش. وكان الهدف الرئيسي من لقاءات القادة على هامش منتدى كوالالمبور مناقشة فرص التعاون بين هذه الدول، وكيف يمكن أن تستفيد من بعضها بعضا.


الازمة السورية والخيارات التركية

 

كيف تصفون العلاقات القطرية التركية، وهل تأثرت بما تقوم به أنقرة من خيارات في الموضوع السوري. وهل تتوقعون أن تنفتح القيادة التركية على نظام بشار الأسد وتتصالح معه؟


العلاقات القطرية التركية قوية واستراتيجية، لها أوجه متعدّدة، في مجالات الأمن والدفاع والتجارة والاقتصاد، وتركيا في مصاف الدول الأولى التي لعلاقاتنا معها أولوية. نحن نتفق في أمور كثيرة، لكلينا بشأنها الرؤية السياسية نفسها، منها مثلا دعم الشعب السوري، وقد تحمّلت تركيا أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، على حدودها، وتحمّلت مشكلاتٍ أمنيةً بسبب انهيار الوضع الأمني في سورية، ودولة قطر تقف معها في هذا الخصوص. وفي النهاية، نحن نريد أن يهدأ الوضع في سورية، وأن تتحقّق مصلحة شعبها، وأن نرى فيها تحوّلا سلميا، وحلا سياسيا وفق المقرّرات الدولية، جنيف 1 وجنيف 2. تشترك تركيا معنا في هذا كله، ولكنها قد تأخذ في بعض حساباتها أحيانا اعتبارات أخرى ليست لدينا في دولة قطر، بالنظر إلى الإشكالات الحدودية والأمنية، لأسبابٍ تتعلق بأمنها الوطني. ولكن مثل هذه الأمور لا يؤثر على قوة العلاقات الثنائية، فقد وقفت تركيا مع دولة قطر وقفة مشرّفة، منذ بداية الأزمة الخليجية، في لحظاتٍ حرجة، عندما تخلّى عنا جيراننا وانقلبوا ضدنا، وعندما تخلت عنا دولٌ أخرى نتيجة ضغط سياسي عليها، بينما ساندت تركيا الشعب القطري، ولا ننسى وقفتها هذه، وسنقف معها في أي لحظاتٍ صعبة. أما بشأن ما إذا كانت تركيا ستُقدم على انفتاحٍ تجاه النظام السوري، فهذا أمرٌ يُسأل عنه المسؤولون الأتراك، ولكن تصريحاتهم تؤكد أنهم ما زالوا على الموقف نفسه.


العلاقة مع السودان ليست باردة 


يلاحظ أن هناك حالةً من البرود في العلاقات القطرية السودانية، فلم يزر الدوحة أي مسؤول سوداني رفيع منذ إنهاء حكم الرئيس عمر البشير، هل يعود هذا إلى تأثيراتٍ إماراتيةٍ على الخرطوم.


ليست العلاقات القطرية السودانية باردة، بل هي على المستوى المؤسّساتي مستمرة، كما أن لقاءً تم بين سمو الأمير ورئيس الوزراء السوداني في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول الماضي. ومؤكّد أنهم في السودان في مرحلة انتقالية بعد الثورة، ومشغولون في شؤونهم، ولديهم أمورٌ كثيرةٌ يريدون تسويتها. وستتم زيارات للمسؤولين في البلدين. وقد تلقينا دعوةً لحضور حفل مراسم التوقيع على الاتفاق السياسي في يوليو الماضي، وتمّت تلبيتها بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية. والتعاون العسكري مستمر، واستثماراتنا في السودان قائمة، والأمور تجري على ما هي عليه.


تستضيف الدوحة الحوار بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية، هل نحن قريبون من اتفاق سلام بينهما؟


نتمنّى ذلك، وظيفتنا أن نيسّر لهما الحوار، ونوفّر لهما منصةً ليلتقوا مع بعضهما. وهناك جهودٌ مستمرةٌ لاستئناف هذا الحوار، وأن يصلا إلى حل. وكانت الاجتماعات التي عقداها في الدوحة الشهر الماضي إيجابية. ونأمل أن نرى اتفاقا بينهما قريبا.