بضع ساعات فقط مرت على اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فجر اليوم الجمعة في العراق، ليعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي تعيين العميد إسماعيل قآني خلفا له.
 
وفي بيان نُشر على موقعه الرسمي على الإنترنت، قال خامنئي "أحيل منصب قيادة قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية إلى القائد العميد إسماعيل قآني"، ووصف البيان القائد الجديد بأنه كان من أبرز قادة الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.
 
شغل قآني منصب نائب قائد فيلق القدس، لنحو عقدين من الزمان، بعدما تدرج في عدة مناصب داخل الحرس الثوري، أبرزها قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان.
 
وينظر إلى إسماعيل قآني على أنه "ظِل سليماني الأكثر تشددا"، حيث سلطت الأضواء دائما على سليماني الذي كان حاضرا بقوة في ملفات وأزمات عدة في المنطقة، أبرزها سوريا، والعراق التي قُتل بها فجر اليوم عقب وصوله بلحظات.
 
يُعرف عن قآني -المولود في مشهد (مركز محافظة خراسان) عام 1958- تأييده للتدخل الإيراني في دول المنطقة، ولا سيما العراق، وسوريا التي اعتبر أن الحرب فيها "وجودية ومصيرية"، فضلا عن أنه شارك فيها بصفة مستشار عسكري.
 
وتصفه وسائل إعلام إيرانية بأنه الرجل الصلب الذي لا يختلف كثيرا عن سليماني، وله الخبرة الكافية في التعامل مع جبهات القتال المختلفة، كما يُعرف عنه بأنه من المنظرين لمفهوم التشكيلات الشعبية.
 
 
كان قآني أول من كشف عن امتلاك جماعة الحوثي في اليمن صواريخ يبلغ مداها أكثر من أربعمئة كلم، كما كشف عن تفاصيل زيارة سرية قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران العام الماضي، وله تصريحات عن دور فيلق القدس في إتمامها.
 
وبحسب ما نُقل عن مصادر في المعارضة الإيرانية، فقد لعب قآني دورا رئيسيا في إدارة لواء "فاطميون"، وهي مليشيا تضم مسلحين من الشيعة الأفغان، تشكلت عام 2014 وشاركت في القتال لدعم نظام الأسد في سوريا.
 
في تقرير له، يصف المعهد الأميركي لأبحاث السياسات العامة قآني بأنه "قائد عسكري غير مفعم بالحيوية وأقل تمييزًا من سليماني"، لكنه اعتبر أن خبرة قآني في ميدان المعركة، وداخل الحرس الثوري الإيراني، فضلا عن علاقته بالمرشد الأعلى علي خامنئي، تؤهله لخلافة سليماني في قيادة فيلق القدس.
 
التقرير الذي نشره المعهد في يناير/كانون الثاني 2012 متكهنا بتوجه سليماني لممارسة السياسة، قارن بين سليماني وقآني قائلا "سجلات الحرب (الإيرانية العراقية) تشير إلى وجود اختلافات جوهرية بين الرجلين، فبينما كان سليماني قائدا كاريزميا محبوبا من قبل الرجال الذين يعملون تحت قيادته، فإن قآني شاب رقيق متواضع ذو وجه بريء"، بحسب المصدر.
 
إلا أن هناك أيضا أوجه شبه بين الرجلين، بحسب تقرير المعهد الذي ذكر أن كليهما يدليان بتصريحات عابرة للشؤون الإيرانية الداخلية، فكلاهما على سبيل المثال كانت له تعليقات على ثورات الربيع العربي. 
 
أبرز تصريحاته
- "الحرب في سوريا كانت ولا تزال حربا دولية. انتصار جبهة المقاومة هو أحد أوجه الفخر الإيراني، لما يمثله من قيمة عظيمة للشعب".
 
- "الولايات المتحدة أنفقت ستة تريليونات دولار على الحروب في الشرق الأوسط لكنها لم تنجح.. مؤامرات ومخططات الأعداء منذ بداية الثورة لغاية الآن قد أحبطت".
اعلان
 
- "الحرب في سوريا هي حرب على الهُوِيّة وأكون أو لا أكون.. إيران لديها ضباط وشباب في سوريا جرّبوا الحرب لأول مرة في حياتهم، ولكنهم أصبحوا اليوم مثل قادة الحرب الإيرانية العراقية، يستطيع كل منهم إدارة عدة قواعد عسكرية".
 
- "التهديدات ضد إيران ستدمر أميركا.. لقد دفنّا العديد من أمثال ترامب ونعرف كيف نقاتل ضد أميركا".
 
- "نحن ما زلنا متمسكين بالطريق الذي رسمته لنا وحافظ عليه الإمام آية الله على خامنئي بعزة واقتدار وسنمضي في هذا الطريق.. وسندافع عن جميع الشعوب المضطهدة في أقصى نقاط العالم".