شكّل مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قلقًا واسعًا في معظم أنحاء العالم وسط مطالبة غالبية العواصم ضبط النفس وتجنّب التصعيد إلّا أنّ إيران توعدت برد قاس.
 
بينما التزمت دول مجلس التعاون الخليجي الصمت تجاه اغتيال قائد "فيلق القدس".
 
وخلاف الموقف الرسمي الصامت، طالب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، عبر تويتر، إلى "تغليب الحلول السياسية على التصعيد".
 
من هو قاسم سليماني؟
ولد قاسم سليماني عام 1955 في بلدة رابور في محافظة كرمان في إيران، من أسرة فقيرة عرف طريقه مبكرا في الأعمال الحرفية كعامل بناء.
 
والتحق سليماني عام 1980 بالحرس الثوري الإيراني ليشارك في الحرب العراقية - الإيرانية، وقاد فيلق "41 ثأر الله"، وهو في العشرينيات من عمره، وتمّت ترقيته حتى بات واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين بارزين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
 
وفي 2011 قام مرشد الثورة، علي خامنئي، بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".
 
وتولى سليماني بأمر من المرشد علي خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في دول عدّة، منها لبنان والعراق وأفغانستان.
 
وصنفته الولايات المتحدة الأمريكية على أنه داعم للإرهاب حيثُ أدرج اسمه في القرار الأممي رقم 1747 وفي قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار.
 
 وفي بيانٍ لها، أكّدت البنتاغون أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر الأمر بـ"قتل" سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي اغتيل في ضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة.
 
 
تداعيات مقتل سليماني
 
رأى الكاتب الصحفي محمد مجيد الأحوازي (معارض إيراني)، أنّ الرسالة الأميركية من هذه العمليّة باتت واضحة جدًّا أنّ الإدارة الأميركية لن تتهاون، لن تتراجع أمام المشروع والتحركات الإيرانية في المنطقة العربية ولاسيّما في العراق.
 
وذكر الأحوازي في حديثٍ مع "لبنان الجديد" أنّ سليماني هو الشخص الثاني في إيران وهو من بعد خامنئي وأهميّته تكمن من خلال تمكنه بامساك الملفات الخارجيّة - الإقليميّة في سوريا، العراق، لبنان واليمن وحتى منطقة الخليج العربي.
 
ولم ينكر الأحوازي خلال حديثه عن وجود ردّ إيراني لهذه العمليّة، قائلًا:"طبيعة هذا الردّ يرتبط بموقف خامنئي والحرس الثوري الإيراني وأعلى دائرة في إيران وهو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ولأوّل مرّة خامنئي هو من ترأس الاجتماع وحتى اللحظة لم تظهر اي نتيجة علنية لهذا الاجتماع".
 
واعتقد أنّ الردّ سيكون مباشرًا وليس عبر وكلاء إيران، لافتًا إلى أنّ الحرب ستكون هذه المرّة مواجهة مُباشرة والردّ الإيراني سوف يُقابل برد أميركي.
 
وان كانت المنطقة متجهة نحو تصعيد عسكري، ردّ:" إيران تعتمد في ردّها أيضا على ذراعها اللبناني أي حزب الله وعلى ميليشياتها في العراق و الحوثيين في اليمن، أمّا مضيق هرمز و ناقلات النفط ستكون لها الحصة الكبيرة لهذا الملف".
 
وأشار إلى أنّ قواعد الاشتباكات تبدّلت في هذه المرحلة مرجحًا أنّ خلال الأيّام المقبلة سيكون هناك ردا ايرانيا.
 
وأكّد أنّ إيران سوف تستهدف عصب الاقتصاد العالمي وليس فقط القواعد العسكرية.
 
وقال:" بكلّ تأكيد السعودية سوف تتأثر كما الامارات، والردّ سيكون خارج حسابات الولايات المتحدة وايران تتحضر لما يشبه الحرب الشاملة".
 
واستطرد:" في هذه الأثناء تقوم الطائرات الايرانية بجولات لها في الداخل الإيراني ويبدو أن هناك تحركات عسكرية ولكنّ قبلها سوف يُقابل بتحرك شعبي إيراني لاظهار أن هذا التحرك العسكري هو مدعوم  من الشعب الإيراني".
 
وتعود الخلافات بين إيران والولايات المتحدة في العراق إلى المؤسّسات الأمنية العراقية، حيثُ درّبت الولايات المتحدة وحدات النخبة ولاسيما وحدات مكافحة الإرهاب، بينما موّلت إيران وسلّحت قوات الحشد الشعبي التي دُمجت مع قوات الأمن العراقية بعد هزيمة داعش.
 
وترى الولايات المتحدة أنّ وحدات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية تخدم مصالح إيران.
 
وتتّهم واشنطن تحديداً كتائب حزب الله العراقي التي يتزعمها المهندس وهي فصيل منضوي في الحشد الشعبي، بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف قاعدة في كركوك شمالي العراق وأدّى إلى مقتل متعاقد أميركي.
 
وأثارت هذه الغارات غضباً عراقيًّا بلغ ذروته الثلاثاء المنصرم بمهاجمة آلاف العراقيين المؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران السفارة الأميركية في بغداد.
 
وتراجع المحتجون من محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الأربعاء لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلّله أعمال شغب، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى حلبة صراع بين إيران والولايات المتحدة.