طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، الثلاثاء، المحتجين الغاضبين بمغادرة محيط السفارة الأمريكية وسط بغداد "فوراً".
 
وقال عبد المهدي في بيان، اطلعت عليه الأناضول، إن "الضربة الأمريكية على قطعاتنا العسكرية الأحد الماضي، تمت ادانتها من قبل الحكومة بأعلى المستويات واتخذت الحكومة سلسلة إجراءات وتدابير لمعالجة الوضع بما يؤمن سيادة العراق وأمن مواطنيه".
 
وأضاف أن "المراسم المهيبة لتشييع الشهداء جزء من الوفاء لدمائهم الزكية الغالية، لكن بعيدا عن الاحتكاك بمباني السفارات التي تقع مسؤولية حمايتها وتأمينها على الحكومة العراقية؛ لذلك نطلب من الجميع المغادرة فورا بعيدا عن هذه الأماكن".
 
وشدد عبد المهدي بالقول إن "أي إعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات".
 
ولا تزال اشتباكات تدور في محيط السفارة بين قوات مكافحة الشغب العراقية والمحتجين الذين يرشقون مبنى السفارة بالحجارة.
 
واقتحم العشرات من المحتجين الغاضبين من القصف الأمريكي، حرم السفارة الأمريكية ببغداد وأضرموا النيران في إحدى بواباتها وأبراج المراقبة والكرفانات التي تستقبل المراجعين.
 
كانت القوات الأمريكية شنت، الأحد، هجمات جوية على كتائب "حزب الله" العراقي، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي، في محافظة الانبار غربي العراق، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلا من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح.
 
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، إن هذه الضربات تأتي ردا على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين، أحدثها هجوم استهدف قبل 3 أيام قاعدة "كي وان" في كركوك (شمال)؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.
 
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
 
ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتين لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين.
 
وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.