رجحت مجلة "national interest" الاميركية "أن يكون الاستقرار ​العالم​ي في 2020 غير مؤكد، مع دخول ​واشنطن​ عام ​الانتخابات الرئاسية​، حيث قد يشهد العالم عدة أزمات، يحتمل أن تؤدي لصراع عالمي أوسع"، مشيرةً إلى أنه "من المرجح أن تندلع فيها حرب عالمية ثالثة في العام 2020، وهي ​إسرائيل​- ​إيران​ تخوضان بالفعل "حربا منخفضة الشدة" في جميع أنحاء ​الشرق الأوسط​، فإيران تدعم وكلاءها في غزة و​لبنان وسوريا​ وأماكن أخرى، بينما تشعر إسرائيل بالراحة في ضرب ​القوات​ الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة وفي هذا الوقت، اتخذت إسرائيل خطوات هادئة لبناء ائتلاف واسع مناهض لإيران على المستوى الدبلوماسي، بينما استثمرت إيران بعمق في تعزيز العلاقات مع المجموعات المسلحة، وغيرها من الجهات الفاعلة غير الحكومية ومن الصعب تخيل السيناريوهات التي قد تجعل الحرب بين إيران وإسرائيل أوسع وأكثر كثافة، فإذا قررت إيران إعادة الشروع في برنامجها النووي، أو "تأديب" ​السعودية​، فقد تشعر إسرائيل بإغراء الانخراط في ضربات أوسع، أو في ضربات مباشرة ضد إيران ولكن مثل هذا الصراع يمكن أن تكون له آثار واسعة، وسيهدد إمدادات ​النفط​ العالمية، ويحتمل أن يغري ​الولايات المتحدة​ أو ​روسيا​ بالتدخل".

ولفتت إلى أنه "تصاعدت التوترات بين ​تركيا​ والولايات المتحدة خلال العام الماضي. وزادت التوترات بشكل كبير عندما منحت واشنطن ​أنقرة​ بشكل غير متوقع ​الضوء​ الأخضر لتطهير المناطق الحدودية السورية من ​الأكراد​ الذين تدعمهم الولايات المتحدة، ومن ثم هددت تركيا على الفور بالعقوبات وفي غضون ذلك، تبقى ترسانة من الأسلحة النووية الأمريكية، في قاعدة سلاح الجو في إنجرليك، وبعض التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ تشير إلى أن لدى تركيا تطلعات وطموحات هائلة، قد تشمل النووية والعلاقة بين الولايات المتحدة تركيا تدهورت إلى حد يخشى البعض على مستقبل حلف الناتو. لا أحد يتوقع أن يحاول أردوغان الاستيلاء على الأسلحة الموجودة في إنجرليك، وحتى لو فعل ذلك فمن غير المحتمل أن تستطيع تركيا كسر الشفرات على الرؤوس الحربية ولكن، من المعروف أن أردوغان لا يقسم القضايا بشكل جيد، ومن المحتمل أن يؤدي التداخل بين القضايا إلى دفع واشنطن وأنقرة للنهاية. وبالطبع، تحوم روسيا على حافة المشكلة".


وأشارت إلى أنه "من الممكن أن تدفع الاضطرابات في ​كشمير​ إلى اعتقاد مجموعات في ​الهند​ أو ​باكستان​ بأن لديها فرصة ومسؤولية للتدخل، ليس عبر عمل ​عسكري​ تقليدي، بل عبر هجمات إرهابية في كشمير أو خارجها وعندها قد تشعر ​نيودلهي​ بأنها مجبرة على الرد، ما سيؤدي إلى التصعيد الذي يمكن أن يجعل البلدين على شفا صراع أكثر خطورة وبالنظر إلى موقف ​الصين​ الذي يلوح في الأفق والعلاقة المتنامية بين دلهي وواشنطن، فإن هذا النوع من الصراع يمكن أن تكون له آثار دولية كارثية بشكل ملحوظ"، لافتةً إلى أنه "في شبه ​الجزيرة​ الكورية حيث التوترات بين ​كوريا الشمالية​ والولايات المتحدة تبلغ الآن أعلى مستوياتها منذ عام 2017، ويرجح أن تعرض واشنطن، المقبلة على انتخابات رئاسية، العلاقات مع ​بيونغ يانغ​ لمزيد من الخطر ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ما زالت تتمسك بالأمل في أن تؤدي الصفقة مع كوريا الشمالية إلى تحسين آفاقها الانتخابية في تشرين الثاني ولكن كوريا الشمالية ليس لديها مصلحة في الشروط التي يقدمها ترامب، وأصبحت أكثر تأكيدا على توضيح عدم اهتمامها".

وأضافت "في الآونة الأخيرة، وعدت كوريا الشمالية بـ "هدية ​عيد الميلاد​" وإذا قررت بيونغ يانغ خرق معاهدة ​الصواريخ​ الباليستية ICBM أو إجراء ما هو أسوأ، فقد تشعر إدارة ترامب بالحاجة إلى التدخل بقوة وعلى وجه الخصوص، يتمتع ترامب "بسمعة طيبة" في اتباع شخصنة ​السياسة​ الخارجية، وقد يشعر بالخيانة من الزعيم الكوري ​كيم جونغ أون​، ما سينتج عنه وضع أكثر غموضا"، مشيرةً إلى أنه "في ​بحر الصين الجنوبي​، تقف العلاقات بين الولايات المتحدة والصين عند نقطة محفوفة بالمخاطر. ويبدو أن أي اتفاق تجاري بين البلدين سيخفف بعض التوترات، لكن التنفيذ لا يزال موضع تساؤل وقد أدت الصعوبات الاقتصادية في الصين إلى الحد من بعض برامج ​البناء​ البحرية الخاصة بها، مثلما أدى تضييق ميزانية الدفاع في الولايات المتحدة إلى التخفيف من طموحات بناء ​السفن​ وفي الوقت نفسه، عملت الصين بجد لتأكيد علاقاتها مع روسيا، في حين أثارت الولايات المتحدة جدالات مع كل من ​كوريا الجنوبية​ و​اليابان​، أقرب حلفائها في المنطقة".

وتابعت "في ظل هذه الظروف، يبدو من غير المرجح أن يخاطر أي من البلدين بالصراع. لكن ترامب قد راهن خلال رئاسته على المواجهة مع الصين، وربما يشعر بالإغراء لتصعيد الوضع في العام المقبل ومن جانبه، يواجه الرئيس الصيني، ​شي جين بينغ​، احتمال استمرار الاضطرابات في الداخل، وبالتالي، لدى كلا الجانبين حوافز للتصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، ما قد يؤدي دائما إلى مواجهة عسكرية في مناطق جنوب أو شرق بحر الصين".