علق عدد من كُتاب موقع ميدل إيست آي البريطاني على بعض الموضوعات التي من المحتمل أن تهيمن على منطقة الشرق الأوسط في عام 2020. واستهل رئيس تحرير الموقع ديفد هيرست بتساؤل عمن سيطفئ لهيب الصراعات في المنطقة.
 
ويرى الكاتب أن العام الجديد والعقد الجديد لن يزيدنا إلا انزواء، وأن العالم الغربي الذي كان نموذجا للتقدم منذ فترة طويلة ليحذو العالم حذوه يمر بأزمة سياسية عميقة، فقد سلم الناخبون في إنجلترا وويلز أكثر رؤساء وزراء بريطانيا تقلبا، بوريس جونسون، في تاريخ ما بعد الحرب أكبر تفويض منذ مارغريت تاتشر.
 
وقال إنه اختار إنجلترا وويلز لأنه دون شك الآن إذا أتيحت الفرصة فإن غالبية الأسكتلنديين سيختارون ترك الوحدة التي نشأت في عام 1707.
 
وأشار إلى أن فيروس القومية اليمينية البيضاء انتشرت في كل أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، وحذر من صعود ما وصفها بعصبة الفاشية الجديدة بإيطاليا في عام 2020 والاحتمال القوي بأن تشكل حكومة.
 
وأضاف أن إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستظل ذات آثار عميقة على الشرق الأوسط، وأن عدم القدرة على التنبؤ بالأفعال الغربية في المنطقة والغياب العميق لسياسة متماسكة سيؤثران على الجهات الفاعلة الإقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل.
 
ويعتقد هيرست أن منطقة الخليج تنذر بالانفجار، لكن رهانه لا يزال ضد الحرب على إيران في عام 2020. وأن العمل العسكري في الخليج لا يمكن التنبؤ به وأن المنطقة غير مستقرة إلى حد كبير بحيث لن يستغرق الأمر كثيرا لإشعال حرب خليجية ثالثة.
 
 
وذكر أن الأميركيين قلقون ولهذا بذلوا أخيرا جهودا كبيرة لاحتضان قطر علنا (فقد ظهرت إيفانكا ترامب في منتدى الدوحة لهذا العام) من أجل الضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الحصار الذي دام عامين.
 
وفيما يتعلق بالحرب الأهلية في ليبيا يتوقع هيرست أن تنحدر بسهولة إلى القتال من شارع إلى شارع في طرابلس، ما لم يتوصل كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق يشبه أستانا، لأنه على ما يبدو أن التوازن العسكري قد رجح أخيرا لصالح الجنرال المتقاعد خليفة حفتر مع وصول مئات المرتزقة الروس.
 
 
 
ومن جانبها، توقعت الكاتبة مضاوي الرشيد أن تغييرا في القيادة يمكن أن يعد بمستقبل أفضل للسعودية. ورأت أنه لو كان النجاح يقاس بالإنجازات فإن المملكة تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان غرقت في مستنقع أعمق على العديد من الجبهات خلال العام الماضي، فقد تخلل المشهد المحلي الداخلي تناقض الإصلاح والقمع.
 
وعلى الصعيد الإقليمي، عانت حقول النفط من هجومين أعاقا الإنتاج وتعثرت المصالحة التي أجهضت مع جارتها الخليجية قطر حتى قبل أن تبدأ. وعلى الصعيد العالمي ما زال بن سلمان ينقذ سمعته قائدا موثوقا به بعد مغامرة عسكرية فاشلة استمرت خمس سنوات في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي في أواخر عام 2018، وكلاهما أحبط حماسه لمشروعه لجذب المستثمرين الدوليين وتعويم شركة أرامكو في الأسواق العالمية.
 
وعلى هذه الجبهات الثلاث أثبت ولي العهد نجاحا فقط في تقويض مصداقية المملكة وتشويه سمعتها بشكل لا يمكن إصلاحه.
 
ورأت الكاتبة أن العام المقبل لا يبدو مشرقا بالنسبة للسعودية إذا ما استمر القمع والمغامرات الإقليمية. وقالت إن التغيير في القيادة يمكن أن يعد بمستقبل أفضل للمملكة واستعادة صورتها خارج حدودها.
اعلان
 
 
ويعتقد الدبلوماسي الإيطالي السابق ماركو كارنيلوس أن الاتجاهات الرئيسية للشرق الأوسط في عام 2020 ستظل مشروطة بصدامات طويلة الأمد بين ما يسمى حلف الناتو العربي الذي يتكون من الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية وما يسمى محور المقاومة المكون من إيران وسوريا وحزب الله والمليشيات الموالية لإيران في العراق واليمن. وكلا المعسكرين يتنافسان على القيادة في المنطقة.
 
ويرى الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، حارث حسن، أن عام 2019 سيُذكر بأنه أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة والأكثر ديمومة في تاريخ العراق الحديث وأن النخبة السياسية هناك تواجه تمحيصا غير مسبوق من قبل الشعب.
 
وقد يؤدي فشلها المتوقع في تنفيذ إصلاحات كبرى إلى تأجيج حركة الاحتجاجات أكثر. والخطوات التالية التي اتخذتها النخبة بدءا من اختيار رئيس وزراء جديد ستحدد مسار الأحداث في عام 2020.