رأى سياسيون وحزبيون في لبنان أن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، سيكون "مفتاح الخلاص" من الأزمة التي تشهدها البلاد، حتى لو كانت هناك تحفظات من جانبهم.
 
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات شعبية أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة، في التاسع والعشرين من ذات الشهر.
 
ويصر المحتجون على تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
 
وأواخر الأسبوع الماضي، نال حسان دياب، في الاستشارات النيابية الملزمة، تأييد 69 نائبًا (من أصل 128)، ورغم كونه لا ينتمي لحزب أو قوة سياسية، إلا أنه حصل على دعم كتلة "حزب الله" والقوى المتحالفة معها، ما جعل محتجين يعتبرونه سياسيا، ويتظاهرون ضد تكليفه.
 
وعلى صعيد القوى السياسية، أعلنت كتل برلمانية لبنانية، على مدار الأيام الماضية، اعتزامها عدم المشاركة في الحكومة المقبلة برئاسة دياب، فيما أبدت أخرى استعدادها للتعاون معه.
 
ومع مرور أكثر من أسبوع على تكليف دياب وهي مدة لم تهدأ خلالها الاحتجاجات، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" (كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري)، النائب محمد نصرالله، إنّ الكتلة ستدعم الرئيس المكلف "بجميع الإمكانيات المتاحة".
 
وفي حديثه للأناضول أوضح: "نحن صوّتنا للرئيس دياب، وسندعمه لأنّ هذا الدعم هو مساندة لموقع رئاسة الحكومة، ولبنان بحاجة إلى حكومة في الوقت الراهن ولاسيما في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمالية المتدهورة".
 
ورأى نصرالله، أنّ "مفتاح الخلاص هو تشكيل الحكومة حتى تتقدم للمجتمع اللبناني والدولي".
 
من جانبه، قال رئيس جهاز الإعلام في "القوات اللبنانية"، شارل جبور: "لن نعرقل مسار الحكومة في حال تأكّدنا أنّها بالفعل مؤلفة من مستقلين، على العكس سنساندها".
 
وتابع محذرًا: "إذا لمسنا أنّ الحكومة مؤلفة من مستقلّين والهدف منها تضليل الناس، سنكون لها بالمرصاد، ومعيار تأييدنا ومعارضتنا يرتبط بطبيعة الحكومة التي ستتألف".
 
وامتنع عن المشاركة في الحكومة كل من تكتل "الجمهورية القوية" (15 نائبا)، التابع لـ"حزب القوات"، بزعامة سمير جعجع، وكتلة "اللقاء الديمقراطي" (9 نواب)، بزعامة النائب وليد جنبلاط.
 
وأبلغت كتلة "المستقبل" البرلمانية (19 نائبًا من 128)، بزعامة الحريري، دياب، السبت، بأنها لن تشارك بالحكومة، ولن تعرقل تشكيلها.
 
من جانبه، قال عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله، إن "كل فريق حرّ بخياراته، المهم اتخاذ قرارات انقاذية سريعة ووجود حكومة أفضل من عدم وجودها".
 
وعن تموضع فريقه السياسي في الوضع الراهن، أجاب: "سنكون في موقع المعارضة البناءة".
 
وفي وقت سابق الجمعة، رجح مصدر مقرب من الرئيس اللبناني ميشال عون، أن يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة بعد رأس السنة.
 
وقال المصدر للأناضول: "الأسماء (القائمة الاسمية للوزراء) ليست جاهزة حتى الساعة".
 
وتطرقت وسائل إعلام محلية، الجمعة، إلى عزوف الطائفة السنية عن المشاركة في حكومة دياب وذلك بعد اعتذار اللواء إبراهيم بصبوص، عن طرح توليه حقيبة الداخلية.