فيما الزوج يتصوّر عادةً أنّه سيقضي الإجازة في النوم والراحة، تتوقع الزوجة تغييراً في نمط الحياة الممل. إذ إنّها تنتظر العيد بفارغ الصبر ظناً منها أنّ الملل الذي سيطر على حياتها وزواجها سيتغيّر، ويتفاجأ الاثنان أنّ ما يريدانه مختلفاً، فتبدأ الصراعات بينهما.
 
العيد للزوج العامل
 
الأسلوب الذي يتّبعه الزوجان في مواجهة الخلاف إمّا يقضي عليه وإمّا يضخّمه ويوسّع نطاقه، وعلى الزوج العامل أن يدرك توقعات زوجته لتلك الإجازة التي تنتظرها بفارغ الصبر، سواء كانت زوجة عاملة أو غير عاملة، وأن يحاول أن يشعرها برغبته وسعادته في قضائه تلك الفترة معها، وأن يُظهر لها حماساً.
 
 
 
العيد ليس لقضاء الزوج وقته في المقاهي مع أصدقائه والرجوع الى النوم، أو مطالبة الزوجة بالعلاقة الزوجية بشكل روتيني، بل يجب أن يُظهر لها بعض الحنان ويكسر الروتين الذي يسيطر على العلاقة، ويدلّلها.
 
 
 
في حال حدوث مشكلة، على الزوج تجنّب العبارات العنيفة التي تصيب الزوجة بجروح عاطفية. ويجب أن يعلم أنّ لزوم الصمت ليس هو الحل، فلا بدّ من التسوية لجميع ما يختلج في النفس، ويجب البعد عن الكِبّر ومحاولة الإثبات أنّ الطرف الآخر هو "المخطئ".
 
 
 
العيد للزوجة العاملة
 
العيد بالنسبة للزوجة العاملة عبارة عن هَمّ وفرصة للسعادة في الوقت نفسه. فالضغط الذي ينتظرها بالنسبة للأعمال المنزلية التي عليها إنجازها، والحصول على فرصة لأخذ استراحة من عملها وتوفير جو يتناسب مع زوجها يجعلها على شفير الانهيار، فلو لم تجد تقديراً ستنفجر لأقل كلمة تُشعرها بعدم الاهتمام وتقدير مجهودها من جانب الزوج.
 
 
 
إنّ اتهام الزوجات بأنهنّ "نكديات" ظلم لهنّ. فهنّ يحاولن بشتى الطرق الحفاظ على تواجد السعادة، وما يحدّد سعادتهنّ هو مؤشر الحياة الجنسية السليمة. فالأزواج الذين يهملونها ويؤدونها بشكل روتيني لا يمنح أي منهما استمتاعاً كاملاً، يتسببون في جعل حياتهم الزوجية مليئة بافتعال الخلافات. لكن نلفت أنّ العلاقة الجنسية ليست للذة والمتعة فقط، إنما في غالب الأحيان محاولة لزرع المودة والحب بين الزوجين، وكسر الفتور. ومن الواجب أن يواجه الزوجان سوء حياتهما ويتخلّيان عن الحياء ويدرسان معاً سرّ الفتور العاطفي بينهما وأسبابه، لمحاولة التعاون على إنقاذ حياتهما المشتركة، وجعلها حياة سعيدة، ينعم كلاهما بكل ما في الزواج من متعة ولذة.
 
 
 
العيد للزوجة غير العاملة
 
أما الزوجة غير العاملة، فتنتظر العيد من -السنة للسنة- باللفظ الدارج. فهي تتعرّض لأقسى أنواع الضغط في الجلوس في المنزل لتوفير احتياجات ومتطلبات الأسرة بأكملها. وهذا النوع من الزوجات يحتاج إلى نوع خاص من الاهتمام والتقدير وعدم تهميش دورهنّ.
 
 
 
وعلى الزوج العامل أن يدرك أنّ الزوجة تحتاج إلى الخروج من المنزل، ويحاول أن يوفّق بينها وبين رغبته في النوم والراحة، مما تشتكي منه معظم الزوجات. فعليه أن يحاول أن يتحدث معها أكثر. وننصح الزوجة بالاهتمام بالتجديد في شكلها، فلا يجعلها البيت ومتطلباته تنسى أنّها تحتاج إلى اهتمامها بمظهرها. وفي المقابل، على الزوج عدم الاتكال على زوجته في كل أعمال المنزل، فيمكنه استغلال وقت الفراغ في العطلة لمساعدة زوجته في المنزل أكثر من الأيام العادية، ما سيقرّبهما من بعض أكثر، وسيتيح لهما المزيد من الوقت معاً أو مع العائلة، وهذا معنى العيد الحقيقي.