كشفت مصادر القوات اللبنانية، انّ «المطلوب في هذه المرحلة منح الرئيس المكلف فرصة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، وإن حكم «القوات» وموقفها سيكون على طبيعة الحكومة المشكّلة، ففي حال لمست ان الحكومة المشكّلة لا تمت بصلة الى حكومة الاختصاصيين المستقلين سيكون لها موقف شديد الرفض والمعارضة لحكومة تقف وراء تسمية وزرائها القوى السياسية وتتحكم بإدارة هذه الحكومة، لأنّ اي حكومة مؤلفة على قاعدة وزراء سمّتهم قوى او مرجعيات سياسية ستفشل في عملها ولن تتمكن من انتزاع ثقة اللبنانيين أولاً ومن إجراء الاصلاحات المطلوبة ثانياً، وثالثاً لن تتمكن من إخراج لبنان من أزمته لأنه لم يصل الى هذه الازمة الا نتيجة الادارة السياسية الفاشلة للأكثرية القائمة. وبالتالي، هناك فرصة على الرئيس المكلف ان يستفيد منها، وان يَتّعظ ممّا وصلت اليه البلاد من انهيار مالي واقتصادي، وان يدرك تماماً انّ مصير حكومته سيكون الفشل الذريع في حال ذهب في اتجاه، إمّا تحت الضغوط وإمّا تحت اي اعتبار آخر، الى تشكيل حكومة بعيدة عن مطالب الناس التي تريد حكومة بعيدة عن القوى السياسية وتأثيرها، وايضاً ان تكون حكومة قادرة على العمل ووضع الخطط اللازمة لإخراج لبنان من أزمته».
 
 
 
وأضافت مصادر الصحيفة: «أمام المرحلة الاستثنائية الدقيقة والخطيرة التي يمر بها لبنان، المطلوب اليوم حكومة اختصاصيين مستقلين بالفعل. وعندما نقول مستقلين أي ان لا يكون للوزراء مرجعية في اتخاذ قراراتهم او ان تحرّكهم القوى السياسية، وإنما تحرّكهم فقط المصلحة الوطنية العليا من اجل معالجة الامور بواسطة فريق عمل متجانس بعيداً من مصالح القوى السياسية وما تبحث عنه من توازنات ومن مراكز نفوذ. وبالتالي، أمام هذا الوضع فإنّ «القوات اللبنانية» التي رفضت التسمية في التكليف ستكون شديدة المعارضة في التأليف في حال اشتَمّت انّ هنالك اي محاولة لتشكيل حكومة مغلّفة تحت عنوان «اختصاصيين مستقلين» وتكون بالفعل تابعة لقوى سياسية بنحو مُضمر. وبالتالي، فإن الرئيس المكلف هو على محك تأليف حكومة تجسد تطلعات اللبنانيين، وتكون على مستوى المرحلة ومتطلباتها المالية والاقتصادية».