تتوقع مجلة إيكونومست البريطانية أن يستمر التوتر بين إيران والولايات المتحدة في عام 2020، وأن تتفاقم المواجهة بينهما.
 
وأشارت المجلة إلى أنه ما كان لأحد أن يتخيل قبل بضع سنوات فقط أن أميركا وإيران سوف تصلان إلى شفا الحرب عام 2019. لكن الرئيس دونالد ترامب كاد أن يقصف إيران في يونيو/حزيران الماضي بعد اتهام طهران بالمسؤولية عن مهاجمة سفن شحن تجارية وإسقاط طائرة مسيرة أميركية في مياه الخليج. وقد ازداد الحديث عن الحرب في سبتمبر/أيلول الماضي بعد مزاعم عن مهاجمة إيران منشآت نفط في السعودية، ورأت المجلة أن خطر صراع شامل سيلقي بظلاله على عام 2020.
 
وذكرت المجلة البريطانية أن خلفية هذه الصورة القاتمة هي قرار ترامب في عام 2018 التخلي عن الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما والذي كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل الحصول على إعفاءات اقتصادية. وزاد ترامب الأمر سوءا بالإعلان أنه يريد اتفاقا جديدا يحد أيضا من برنامج الصواريخ الإيراني وتدخل طهران في المنطقة.
 
واتبعت إدارة الرئيس الأميركي سياسة "أقصى قدر من الضغط" بفرض المزيد من العقوبات على إيران أملا في إعادتها إلى طاولة المفاوضات، أو تحفيز ثورة داخلية.
 
ولفتت المجلة إلى أن المسؤولين الأميركيين يراهنون على أن إيران ستصل إلى نقطة الانهيار في 2020 أو بعد ذلك بوقت قصير لأنهم يعتقدون أن العقوبات عزلتها عن الاقتصاد العالمي وأصبحت صادراتها النفطية قريبة من الصفر، حيث تهدد أميركا المشترين المحتملين.
 
ومع ذلك يقول محللون أميركيون إن إيران لم تنكسر، ويتوقعون أن لديها ما يكفي من الاحتياطات الأجنبية لمدة عامين، وأن "اقتصاد المقاومة" في إيران بني لتحمل الضغوط الخارجية، وقد سبق أن نجت طهران من العقوبات.
 

وأضافت المجلة أن النظام الإيراني لن ينهار في 2020، وبدلا من ذلك سيعيد تشغيل أجزاء أخرى من برنامجه النووي توقفت بموجب الاتفاق، وباعتباره محاصرا سيتصرف بعدائية في المنطقة. ومع تضاؤل تجارتها ليس لدى إيران سوى القليل لتخسره من تحويل مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية، إلى حلبة مصارعة. وسيشن حرسها الثوري ووكلاؤه في اليمن والعراق المزيد من الهجمات على حلفاء أميركا في المنطقة. وستظهر إيران لأميركا أن باستطاعتها أن توجع أيضا.

وتساءلت المجلة عن سبب عدم احتمال حدوث اختراق حقيقي في عام 2020، مجيبة بأن متشددي إيران أنفسهم يعرفون ذواتهم إلى حد كبير من خلال عدائهم لأميركا، ومن غير المرجح أن يدعم زملاء ترامب المتشددون في الحزب الجمهوري أي اتفاق توقعه إيران، كما أن تحسين العلاقات قد يتطلب تحمل مخاطر في كلا الجانبين.