نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إمكانية إغلاق أنقرة للقواعد الموجودة على أراضيها لصالح القوات الأمريكية ردا على العقوبات الأمريكية.
 
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس التركي أفاد في وقت سابق أن قرار إغلاق قاعدة إنجرليك يعود فقط إلى تركيا. وفي حال تطلب الأمر، ستغلق كلا من إنجرليك وكوريجيك.
 
وأضافت أنه يمكن لأنقرة أن تتخذ مثل هذه الخطوة، إذا لم تتوقف الولايات المتحدة عن ممارسة سياسة الضغط المعهودة بسبب شراء منظومات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات "إس 400". وفي شأن ذي صلة، أثيرت مسألة انسحاب جيش البنتاغون من أراضي تركيا قبل ثلاث سنوات أي بعد محاولة الانقلاب، التي تقول أنقرة إنها أُعدت في قاعدة إنجرليك الجوية.
 
وذكرت الصحيفة أن الجيش التركي يحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في كتلة الناتو العسكرية ويغطي الجناح الشرقي لمجموعة الناتو. وفي السياق ذاته، تضم قاعدة إنجرليك الجوية المتواجدة في مدينة أضنة جنوبي تركيا مطارا عسكريا، حيث يخزن هناك حوالي خمسين قنبلة نووية أمريكية من طراز بي 61.
 
 
 
أما قاعدة كوريجيك المتواجدة في مدينة ملاطية جنوبيَ شرقيَ تركيا، فتعد جزءا من نظام الدفاع الصاروخي للناتو في أوروبا، وتضم رادارا للإنذار المبكر بالهجوم الصاروخي.
 
ومن المتعارف عليه أنه في 17 كانون الأول/ ديسمبر، غادرت خمس طائرات نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية الأمريكية قواعدها داخل تركيا، بما في ذلك ثلاث طائرات من طراز بوينغ سي17 غلوب ماستر 3، وطائرة من طراز بوينغ سي 40 كليبر، باتجاه أوروبا.
 
في الأثناء، يقوم البنتاغون بمحاولات لتهدئة الوضع، حيث أفاد في وقت سابق "إننا نعتبر تواجد قواتنا في تركيا رمزًا لعقود من الالتزام والمساعدة في الدفاع عن حليفنا في الناتو وشريكنا الاستراتيجي، تركيا. لذلك، تبذل الوزارة جهدا للحفاظ على هذه العلاقة مع تشجيع تركيا على اعتماد سياسة بناءة فيما يتعلق بمنظومة "إس 400" وبعض المسائل المتعلقة بسوريا".
 

وأفادت الصحيفة أن روسيا تعارض فرض عقوبات على تركيا بسبب شراء "إس 400" نظرا لأن هذه الإجراءات التقييدية غير شرعية وينبغي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة النظر فيها. وفي هذا الشأن، يتفق العديد من الخبراء على أنه في حال أغلقت القواعد، ستتجمد حتما علاقات تركيا مع منظمة حلف شمال الأطلسي، التي تعتبر عضوا فيها منذ سنة 1952.

في المقابل، صرح وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار قائلا: "مازلنا باقين في منظمة حلف شمال الأطلسي، ولن نذهب إلى أي مكان". في الأثناء، لم يتغير موقف أنقرة من العضوية في الكتلة العسكرية السياسية، ولا تعتبر التعاون مع البلدان الأخرى أو التقارب مع الاتحاد الأوروبي وسيلة بديلة عن حلف شمال الأطلسي.

ووفقا للخبراء، يمكن أن تستمر المواجهة بين الولايات المتحدة وتركيا حتى يستسلم أحد الطرفين. وفي الحقيقة، يمكن أن يساهم شراء تركيا لأحدث منظومات الصواريخ المضادة للطائرات الروسية، التي لا تتوافق مع نظام الدفاع الصاروخي للناتو، في إحداث شرخ في العلاقات ليس فقط مع الولايات المتحدة، بل مع الكتلة بأكملها.

وأوردت الصحيفة أن اللعبة السياسية مستمرة. ومن المستبعد أن تنوي الولايات المتحدة سحب قواتها بالكامل من تركيا، لا سيما وأن قرار وجود القوات من عدمه يعود للسلطات التركية. وفي حال، أصرت واشنطن على فرض عقوبات ضد تركيا، فسيكون غلق قاعدتي أنجرليك وكوريجيك من بين التدابير التي ستتخذها تركيا ضمن إطار رد الفعل.

على صعيد آخر، تشير سياسات تركيا مرة أخرى إلى وجود خلافات في حلف شمال الأطلسي. علاوة على ذلك، يتجلى انخفاض نفوذ البنتاغون في رفض قادة عدد من الدول الأوروبية قبول الأسلحة النووية الأمريكية المصدرة من القواعد التركية.

ونوهت الصحيفة بأن المحللين يعتقدون أن زيادة الدقة وتنوع القنابل الحديثة قد يزيد من احتمال إطلاق حرب نووية محدودة النطاق. والجدير بالذكر أنه يمكن استخدام الذخائر النووية التكتيكية ذات القوة المتغيرة، التي ينشرها البنتاغون في أوروبا، دون أن يلحق ذلك أي ضرر بأراضي الولايات المتحدة، مما يجبر الجانب الروسي على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية نفسه.