المرشد الأعلى الإيراني يسعى من خلال التغريدات الشعبوية التي يطلقها عبر تويتر بلغات مختلفة للتحشيد العاطفي.
 
ستخف مستخدمو تويتر بتغريدات المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، التي نشرها على حسابه على تويتر الأربعاء، مهنئا فيها المسيحيين.
 
وكان لافتا أن خامنئي نشر التغريدات على حسابه باللغة الإنجليزية فقط. قال معلقون إنه يسعى إلى “تلميع صورته لدى الجمهور الغربي” في وقت يستخدم حسابه باللغة العربية “للحديث عن المقاومة والدفاع عن التشكيلات المسلحة في العراق ولبنان التي تدين بالولاء لإيران”. وقال خامنئي في تغريدته الإنجليزية:
 
khamenei_ir@
 
“تكريم يسوع المسيح بالنسبة إلى المسلمين، لا يقلّ في موقعه وقيمته، عمّا هو في عيون المسيحيين الذين يؤمنون بالمسيحية. تعاليم يسوع ابن مريم هي تعاليم عبادة الرب ومواجهة الطغاة.
 
وتابع:

وكان لافتا تعرّض خامنئي للانتقاد من الإيرانيين الذين هاجموه على حسابه على تويتر.

وسخرت مغردة في هذا السياق:

Mozhde9885@

يعرف المجتمع العالمي شخصيتك. إنهم يعرفون أنك قاتل الشباب الإيراني. لا يمكنك تغيير رأيهم بهذه الأشياء.

وعبّر معلق:

وأمل آخر:

rezahoseini1358@

نأمل أن يكون لدينا عيد ميلاد أفضل في المستقبل القريب دونك آمين.

واعتبر مغرد:

ويكذب الواقع في إيران التغريدات “الشعبوية” لخامنئي. وبحسب منظمة “أوبن دورز.يو.أس.أيه”، يعيش في إيران نحو 800 ألف مسيحي من مجموع 82.6 مليون نسمة، وفقا لبيانات “ورلدميترز”. وهناك نحو 600 كنيسة تتوزع في عدة مناطق بأنحاء الجمهورية الإيرانية.
 
تقول منظمة “أوبن دورز.يو.أس.أيه” إن المسيحيين في إيران يعانون من تمييز واضطهاد حيث لا يمكنهم التعبير عن معتقداتهم الدينية أمام الآخرين، كما يحظر عليهم ممارسة الشعائر باللغة الفارسية حتى لا تنتشر بين أوساط الإيرانيين، والكنسية التي تخالف هذا الأمر تتعرّض للإغلاق.
 
 كما تحظر قوانين إيران التحول للديانة المسيحية أو الدعوة إليها. وتتعامل السلطات مع المسيحيين والأقليات على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فلا يحق للإيراني المسيحي ما يحق للإيراني المسلم. في سياق آخر، استقبل عراقيون تصريحات خامنئي بالسخرية. وكتب مغرد:
 
Khazooq1@
 
لا يا شيخ… أليس من باب أولى أن توقف أنت وزبانيتك قتل العراقيين حتى لا يضطر إخواننا المسيحيين إلى إيقاف احتفالاتهم. عليك اللعنات صباحا ومساء أنت وكل أذناب إيران.
 
وبات خامنئي يستخدم تويتر للتحشيد العاطفي خاصة. ولخامنئي حسابات بمختلف لغات العالم على تويتر، ويخاطب العرب بالعربية. وتم تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي باللغة العربيّة العام الماضي. ولا يكتفي خامنئي بالتغريد على تويتر فقط، بل له حسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وكان علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري السياسة الخارجية للمرشد الأعلى علي خامنئي، قال صراحة إن “تأثير إيران في القوة الناعمة يساعد على نشر الإسلام (الشيعي) في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين والهند والعالم العربي”.
 
تتعدد مصادر القوة الناعمة لإيران في المنطقة، لكنّ أبرزها هو المصدر الثقافي. كما أن إمبراطورية إيران الإعلامية في المنطقة تعتبر الأكبر. ومع بداية انتفاضة العراقيين حاول خامنئي، عبر شعار #الحسين_يجمعنا، اللعب على الوتر العاطفي للعراقيين الذين يكنّون حبّا واحتراما كبيرين للحسين وآل البيت. وكانت إيران نصبت نفسها منذ سنوات وصية على حب آل البيت وربطته بالولاء لها. وجاء في تغريدة نشرها خامنئي على حسابه بالعربية في 6 أكتوبر:
وعندما لم تنجح خطة التحشيد الطائفي لم يتوان المرشد الإيراني في شن في هجوم على الانتفاضة العراقية، إذ شهد حسابه، منذ بداية الحراك، نشاطا ملحوظا، ونشر عدة تغريدات تستهدف النيل من انتفاضة العراقيين، فمرة يصفها بأنها “مؤامرة” ومرة أخرى يشير إلى “أطراف خارجية”، وفي الثالثة يتوعد المسؤولين عنها.
 
وتعود آخر تغريدات لخامنئي على حسابه على تويتر بالعربية إلى 11 ديسمبر الجاري. احتفى فيها بـ”المقاومة وشجرة المقاومة التي ازدادت رسوخا”، دون أن يغفل الحديث عن ميليشيا الحشد الشعبي في العراق وميليشيا حزب الله في لبنان.
 
ويمنع النظام في إيران الشعب من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وفي نوفمبر الماضي عزل النظام الإيراني شعبه عن العالم، بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات على مدى أربعة أيام لقمع انتفاضة الإيرانيين.
 
يذكر أنه في عام 2011 وقف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي وسط حشود، وأصدر فتواه بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا “إذا كان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى فعل الشر، ونشر الأكاذيب التي تساعد الأعداء ضد المسلمين، فاستخدامه محرم”.
 
لكن النظام الإيراني لم يشنّ حربه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تلك الفتوى، ولكن قبلها، تحديدا منذ عام 2009 والمظاهرات التي عرفت باسم “الحركة الخضراء” احتجاجا على فوز محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية جديدة بعد أن استخدم الإيرانيون مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاع العالم الخارجي على ما يحدث في إيران في تلك الفترة.