ما هي المصلحة المشتركة بين حزب سبعة ومن بيده مقاليد التوزير في حكومة دياب؟
 

ركب حزب سبعة موجة الثورة كونه معارضاً منذ أزمة النفايات وبداية الشروع في مشروع الصحوة  اللبنانية ومن ثمّ الإنتفاضة ضدّ الطبقة السياسية التي أفسدت وأفلست البلاد والعباد.

 

 وتوغل فيها بعد أن حشدت في داخلها كل المتضررين من السياسيين الذين عاثوا فساداً في البر والبحر والجو  ولوثوا كل شيء ولم يتركوا صحيحاً إلاّ وأمرضوه وأدخلوه العناية الفائقة وهذا ما دفع بكل لبناني غير مستفيد من جماعات السلطة إلى الخروج على الفاسدين وعلى سياسات الحكومات المتعاقبة وبأطيافها كافة .

 

بدا حزب سبعة حاضراً وبقوّة في صلب المواجهة وهذا ما منحه شرف الإنتماء إلى أشرف مرحلة سياسية لم يشهدها لبنان ورغم ملاحظات الناشطين في الثورة من حضور حزب سبعة في الحراك اللبناني إستمر الحزب شرط أن لا يُدخل أنفه في قيادة الحراك مخافة إيقاع الحراك في شبهة حزب معلن عن سياسات قد يختلف معها الكثيرون من أهل الحراك وممن لا يرضون بصبغة الثورة بأيّ صباغ ومهما كان أصيلاً في المعارضة وغير زائف الألوان.

 

إقرأ أيضًا: قبل السحسوح تكنوسياسي بعد السحسوح تكنوقراط

 

نجح حزب سبعة في تقديم نفسه لا كشريك للحراك بل كمساهم ملتزم بخيارات الثورة وغير معلن عن أهدافه في الوصول إلى السلطة من باب التواصل مع المرحلة الجديدة وبواسطة التوسّل للرئيس المكلف كي يتمثل الحراك بحزب سبعة وهذا ما ظهر ببروز رغبة جانحة وجامحة لدى كوادر في حزب سبعة سواء من خلال التواصل المباشر مع حسان دياب أو من خلال الرسائل الصوتية والتي تتحدث عن ضرورة إعطاء فرصة للرئيس المكلف كيّ نحكم عليه بدلاً من رفضه، وإنهاء فرصة سانحة للبلاد كي يدخل في ورشة الإصلاحات المرجوة والمطلوبة.

 

هذا الموقف لاقى صدّاً عنيفاً من قبل ناشطين في الحراك واعتبروا أن حزب سبعة حزباً ينتهز الفرصة للدخول إلى نادي الوزراء بعد أن أخفق في الدخول إلى نادي النواب وهو يفرز بذلك دوره ويضعه في حسابات السلطة وهذا ما يجعل منه رديفاً للنظام القائم ويخرجه من كونه معارضاً للنظام السياسي وهو لا يضع في حساباته إلاّ حسابات الوصول إلى الحكومة تحت حاجة الحكومة إلى معارضين كي تنطلي حيلة تمثيل الثورة بحزب سبعة ويبدو أن هناك من يعمل على توزير أحد المتنافسين في قيادات سبعة لتحقيق مطلبين مكشوفين أولهما تمثيل الثورة بمعارضة من سنخ  السلطة ومن ثم يكون التمثيل لشخص درزي في سبعة كي يتم تمثيل الدروز من قبل معارض بغية التأسيس لفرخ سياسي جديد داخل الجبل بهدف ضرب الوجود التقدمي والزعامة الجنبلاطية بعد أن فشل كل من إرسلان ووهّاب في لعب الدور المطلوب منهما في خرق الإلتفاف الدرزي على زعامة وليد جنبلاط فلعلّ حزب سبعة يكون الجهة القادرة على الأختراق خاصة وأن الحضور الدرزي في الحزب هو المؤثر في سياسات سبعة.

 

هذه المصلحة المشتركة بين حزب سبعة ومن بيده مقاليد التوزير في حكومة دياب دفعت على الريبة العلانية وأدّت إلى مواقف مشهرة برغبة حزب سبعة في التوزير وفي لحظة يحتاج فيها الموزرون إلى أي زبون سياسي لترقيع الحكومة بأسماء معارضة لتلبية رغبات داخلية وخارجية تعطي الثلاثي الممسك برقبة السلطة فرصة فكّ الطوق ريثما تأتي ظروف منقذة تطيح بالسياسة المحاصرة والتي هزّت شجرة السلطة وكادت أن تقتلعها من جذورها .