عقد المجلس العام الماروني جمعية عمومية، في مقره، في حضور رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن، ممثل راعي ابرشية بيروت المطران بولس عبد الساتر ونائبه المطران اغنطايوس الأسمر والاعضاء.

بداية النشيد الوطني ثم الوقوف دقيقة صمت عن روح البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بعدها تلا المهندس ميشال متى محضر الجلسة، ثم ألقى الخازن كلمة رحب فيها بالحضور، رغم الظروف المعروفة، آملا "أن يستمر التعاون بيننا لما فيه خير هذه المؤسسة الإنسانية، والخيرية، والوطنية، وتقدمها على طريق الخدمة والعطاء، علما أننا هذه السنة، ونظرا للضائقة المالية التي نحن فيها اليوم، لم يتسن لنا القيام بما كنا نقوم به في مناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة".

وقال: "وعلى عهدنا ككل سنة، نجتمع اليوم لإجراء "جردة" بحصيلة أعمال المجلس، ونتطلع إلى أن تحمل السنة الجديدة معها بشائر إنفراج على وطننا العزيز بعد التقلبات التي تشهدها البلاد على الصعيد الحكومي، وقد أحدث هذا الأمر موجة قلق عارم على الأوضاع الإقتصادية المأزومة، والتي أدت إلى عواقب وخيمة على الأمن الإجتماعي في البلاد".

أضاف: "ولئن كانت أوضاع لبنان ليست بمنأى عن تحولات المنطقة، والتي لم تتضح معالمها بعد، فلا بد من توخي الحذر وتحصين وضعنا داخليا بالحد الأدنى من التفاهم على كيفية تجنب الفراغ في السلطة التنفيذية، في ظل التحديات الماثلة بثقلها على كل الدول المحيطة بنا".

واكد ان "لبنان لم يعد يحتمل أي إهتزازات داخلية، وهو لم يتعاف من نكساته السابقة التي مرت وتجاوزت الأخطار، إلا أنها لم تنته فصولها بعد، لأن حل مشكلاتنا يفرض إجراءات سريعة ومسؤولية وطنية لإستعادة الثقة، بعد إجراء إصلاحات لا بد منها، لمواكبة الحراك الشعبي في مطالبه المحقة. وهنا لا بد من السؤال: "هل من يقظة ضميرية ترحم المواطنين الذين سئموا الوعود والأوهام بالخلاص قبل أن تصبح البطالة في تفاقم مستمر لا أمل بعده بأي إيمان بقدرة البلد على النهوض؟". وقال: "أملنا أن ننجو من هذه المصيبة حرصا على صورة لبنان الذي نعرفه".

ودعا الخازن الى "اعتماد الطرح الدي قدمه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لحل الأزمة الحكومية بحكومة خارج السباق القائم"، وقال: "من الظلم ترك المواطنين في الفراغ السياسي المتأتي من العجز عن إنجاز التشكيلة الحكومية في الوقت المستقطع الذي تتدحرج فيه الأصوات في دول المنطقة، وقد يكون المقترح الدي طرحه البطريرك الراعي بالاتفاق على حكومة مصغرة من الاختصاصيين والتكنوقراط فضلا عن شخصيات معتبرة لا غبار عليها في وطنيتها وسوابقها في حقول مختلفة".

كما دعا "الاطراف الى أن يضعوا الصراعات جانبا لانقاد ما تبقى من أمل للخلاص قبل فوات الأوان والذهاب إلى معالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد".

من ناحية أخرى، إتصل الخازن بكل من أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير الخارجية المونسنيور بول ريتشارد غلاغر، مهنئا بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة، وكانت مناسبة للتشاور في التطورات.