أفاد مصدر أمني بأن محتجين غاضبين أضرموا مساء الجمعة النيران في مكاتب أحزاب وفصائل شيعية نافذة في محافظة ذي قار جنوبي البلاد؛ انتقاماً من اغتيال ناشط في الاحتجاجات على يد مسلحين مجهولين.
 
وقال المصدر، وهو ضابط في شرطة ذي قار برتبة ملازم - فضل عدم الكشف عن هويته -، للأناضول، إن "العشرات من المتظاهرين جابوا شوارع مدينة الناصرية (مركز المحافظة) وأضرموا النيران في عدة مكاتب حزبية".
 
وأضاف أن "المحتجين أضرموا النيران في مقر حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، ومقر منظمة بدر بزعامة هادي العامري، ومقر حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، ومقر فوج المهمات الخاصة (تابعة للداخلية)، ورئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة جبار الموسوي".
 
وأشار إلى أنه لم يتم تسجيل خسائر بشرية وإنما اقتصر الأمر على خسائر مادية، منوهاً إلى أن "المحتجين أضرموا النيران انتقاماً من اغتيال مسلحين مجهولين ناشطاً في الاحتجاجات".
 
وتعتبر هذه ثاني مرة يضرم فيها المحتجون النيران في الأماكن المذكورة، بعد مرة أولى رافقت بداية خروج الاحتجاجات مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي.
 
وفي وقت سابق الجمعة، اغتال مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية الناشط محمد العصمي، بأسلحة كاتمة للصوت، في مدينة الناصرية.
 
وجاء هذا الحادث بعد ساعات على إصابة ناشطين اثنين آخرين بجروح جراء إطلاق النار عليهما من قبل مسلحين مجهولين في ناحية الغراف شمالي محافظة ذي قار.
 
ويتعرض الناشطون في الاحتجاجات إلى هجمات منسقة من قبيل عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب في أماكن سرية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين.
 
لكن رغم ذلك فإن وتيرة الهجمات تصاعدت بصورة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين، رغم تعهد الحكومة مراراً بملاحقة المسؤولين عن هذه العمليات، لكن دون نتائج تذكر لغاية الآن.
 
ويتهم ناشطون، مسلحو فصائل شيعية مقربة من إيران بالوقوف وراء هذه العمليات، وهو ما تنفيه تلك الفصائل.
 
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
 
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر، تخللتها أعمال عنف خلفت 497 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
 
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.