يعرف حزب الله تماما أن الرئيس المكلف، وبحسب تجربته في وزارة التربية بحكومة نجيب ميقاتي ليس هو الشخصية المأمولة والمرجوة من اللبنانيين عموما ومن جمهوره أيضا، للمرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد.
 
لا شك أن تكليف حسان دياب من قبل فريق حزب الله السياسي، يعتبر بالقراءة الاولية "انتصار" جديد يضاف إلى لائحة انتصاراته، ولعله يشبه إلى حد كبير انتصار 2006 ولو هذه المرة من زاوية مختلفة، أو هو أقرب إلى انتصار "اليوم المجيد" في 7 ايار 2008 .
 
فحزب الله قد عودنا بخياراته وأدائه أن الأولويه عنده هي خدمة أجندته الخاصة ولا اعتبار بعد ذلك للنتائج والمترتبات والتداعيات على باقي البلد، ففي ال 2006 وبعيد انتهاء الحرب المدمرة وقف الأمين العام ليبشرنا بأن أحدا من كوادر ومسؤولي الحزب لم يصب بأي أذى وهذا يعد سببا كافيا عنده، لاعتباره انتصارا الهيا! وفي 7 ايار وقف مرة جديدة ليخبرنا بأنه نجح في حماية شبكة اتصالاته وبهذا اعتبره يوما من ايام الله.
 
من هنا فقط، يمكن التطلع إلى تكليف حسان دياب كواحدة من سلوكيات هذا الفريق بعيدا عن أي تفصيل، باعتباره هو الآخر واحدة من سلسلة طويلة أوصلت البلد إلى ما نحن عليه من تدهور اقتصادي ومالي يكاد يلامس القعر والفقر والمجاعة المرتقبة.
 
يعرف حزب الله تماما أن الرئيس المكلف، وبحسب تجربته في وزارة التربية بحكومة نجيب ميقاتي ليس هو الشخصية المأمولة والمرجوة من اللبنانيين عموما ومن جمهوره أيضا،  للمرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد، ويعرف تمام المعرفة بأن هذه الشخصية التي أكبر إنجازاتها كتاب يحوي البوم صور لشخصه الكريم، ولا يتمتع بأدنى حد من الكريزما الانقاذية لبلد ينحدر بسرعة كبيرة نحو الافلاس، ومع كل هذا أصر ومضى بتكليفه لتشكيل حكومة، ضاربا عرض الحائط كل المخاطر المتوقعة من هذه الخطوة المتهورة.
 
الجدير ذكره في هذا السياق أن كتلة الوفاء للمقاومة التي سمّت حسان دياب تكون بذلك تعمد للمرة الثانية إلى تسمية مرشح بعد تكليف نجيب ميقاتي (فيما كانت تمتنع عن أي تسمية في الحكومات الاخرى) ، الذي شكل حكومته في 2011 والتي وصفت يومها بحكومة حزب الله وحكومة "القمصان السود".. والتي أدرجتها الدراسات الاقتصادي بالمرتبة الاولى بين كل الحكومات المتعاقبة منذ 1993 حيث بلغ معدل ارتفاع الدين العام في أيامها إلى 489 مليون دولار شهريا. 
 
لينبري هنا السؤال الكبير، هل حقا حزب الله في وارد الذهاب إلى الآخر في تشكيل حكومة حسان دياب؟؟( بعيدا عن الظروف الموضوعية التي قد يتحمل آخرون معه الوصول إلى ما وصلنا إليه والتي يعتبرها فريق الحزب انها مبررات منطقية في خياره هذا)، أم أن الموضوع لا يعدو اكثر من توجيه رسائل سياسية في إطار الصراع الاقليمي بين النفوذ الايراني من جهة والنفوذ الاميركي من جهة أخرى، مع وصول الموفد الاميركي ديفد هيل وما يحمله من رسائل، ليقول له من خلال هذا التكليف الهجين أن القرار السياسي في لبنان هو بجيبة قاسم سليماني، وأن لبنان هو واحد من الملفات التي يجب بحثها مع طهران، ليكون التأليف بعد ذلك مرهونا بما قد تصل إليه المباحثات بين الطرفين .. وعلى كلا التقديرين فإن خطوة تكليف دياب هي "انتصار" جديد يسجله حزب الله على حساب الوطن وتدميره  وجوع أهله .