شاركت قبل عدة أيام في المؤتمر الدولي لصناعة الإعلام والاتصال في دورتها (12)» وسائل الإعلام وحوار الحضارات» في طنجة-تطوان مع ثلة من الدكاترة ذوي الاختصاص من عدة دول عربية وغربية.
 
تناولت الورقة البحثية التي قدمتها « إشكالية التنوع وتأثيره على النسيج الاجتماعي والمواطنة في الاردن، الإعلام التقليدي والرقمي». وبينت من خلالها التنوع الذي تمتاز به الأردن، مثل لوحة الفسيفساء الجميلة ذات طابع تاريخي اصيل، أن كان دينياً أو اثنياً. وبينت نتائج البحث.
 
 إن وسائل الإعلام مقصره في إظهار هذا التنوع بالشكل اللازم، وان الإعلام الرقمي» السوشل ميديا» يحمل بين طياته العنصرية وخطاب الكراهية ولو بشكل فردي او جماعات صغيرة. وان لغة الحوار ليست هي الطريقة التي يتبعها من يستخدم السوشل ميديا بالأخص.
 
وخلال انعقاد المؤتمر تم تقديم العديد من الأوراق البحثية المميزة بالمحتوى والمضمون، وركز خلالها المشاركون أن هناك مفاهيم يتم تناولها اعلامياً على الصعيد المحلي والدولي تعمل على التفرقة والعنصرية، وبث الأفكار المثيرة للجدل وخطاب الكراهية، وعلينا التوقف عن تداولها، وهناك من يرددها، ومن يقولها وأحيانا أخرى يتبناها.
 
 إن استخدام مصطلح أو تعبير «سبع حضارات» علينا عدم نشره او تداوله، فالإنسانية هي ما تجمعنا والانسان أصله واحد، وعندما خلقنا الله خلقنا كلنا من ادم وحواء.
 
 كذلك وجوب الحفاظ على التعددية الثقافية وتعزيز الوعي الثقافي وعلينا الخروج من نظرية صامويل هنتنجتون « صراع الحضارات» والدخول الى آفاق الحوار بين اتباع الثقافات والأديان، كما وجب الابتعاد عن بعض الشعارات الرنانة التي تحمل في طياتها أيديولوجية محددة، للوصول الى أهدافها، لا بل استخدام الحوار للوصول للمعرفة والالتقاء والتفاعل مع الآخر.
 
إن جعل السلطة الرابعة تقوم بدورها بطريقة حضارية وإيجابية، وعدم اتباعها منهج الازدواجية في الأنظمة العربية والأنظمة الغربية، وانما تحويلها الى أنظمة ديمقراطية حقيقية في الغرب والشرق، حينها يتم خدمة الإنسانية بطريقة راقية عملياً وفكرياً.
 
إن تحصين الشباب من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام وجب ومسؤولية الجميع، ولأهمية السوشيال ميديا في حياتنا، يجب استخدامها واستثمارها في بث رسائل المحبة وليس العكس. وخاصة في ظل ما نواجهه من اضطراب رقمي متفشٍ فوضوي يخدم الحضارة الإنسانية الواحدة.
 
إذاً الإعلام الرقمي له دور أساسي ورئيسي في اذابة الحدود والفواصل والفوارق وتقريب الثقافات بين بعضها البعض، وجمع العالم ضمن حضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية، وهذه مهمة وواجب كل من يستخدم الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي.