قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه من المبكر الحديث عن تقدم حقيقي في الحوار مع السعودية، وإن ما تحقق هو فتح قنوات بين الدوحة والرياض، معربا عن أمل قطر أن تكون هذه القناة بوابة لقنوات أخرى مع الإمارات والبحرين.
 
وأوضح في لقاء مع برنامج "لقاء اليوم" بتاريخ (2019/12/16) إنه منذ بداية حصار قطر من قبل أربع دول قبل سنتين ونصف، لم يكن هناك أي حوار، وكان هذا مطلب قطر الدائم، لمعرفة أسباب الأزمة الحقيقية، من أجل تجنب وقوعها مرة أخرى بالمستقبل، وإيجاد القنوات المناسبة للتعامل معها وحلها فيما لو تكررت مرة أخرى.
 
وبشأن ما تم الاتفاق عليه مع السعوديين لغاية الآن، أوضح أن كلا الطرفين القطري والسعودي اتفقا على الأمور الأساسية والجوهرية والمتعلقة بسيادة الدول، وحسن الجوار ووحدة مجلس التعاون الخليجي، أما بقية التفاصيل فلم تبحث حتى الآن.
 
ونوه الوزير القطري إلى أن الأزمة استمرت لوقت طويل، ولذلك فإن حلها قد يستغرق بعض الوقت، ويحتاج لمباحثات من الأفضل أن تبقى طي الكتمان إلى حين نضوجها والكشف عنها لشعوب المنطقة.
 
وقال إن أبواب الدوحة مفتوحة منذ اليوم الأول للحوار مع الجميع بما في البحرين والإمارات، لكن القناة المفتوحة الآن هي مع الرياض فقط.
 
وشدد على عدم وجود أي شروط للمصالحة، وقال إن الشروط الـ13 الأولية سقطت لأنها كانت مرهونة بفترة عشرة أيام، ثم عادت دول الحصار لتضع ستة شروط وهذه الشروط تنسجم تماما مع مبادئ دولة قطر التي ترفض الإرهاب أو دعمه وكذلك ترفض خطاب الكراهية والتحريض والتدخل بسياسيات الدول الأخرى.
 
وردا على سؤال بشأن اتهام قطر بدعم الإسلام السياسي، نفى الوزير كل هذه المزاعم، وأكد أن قطر دولة ولا تقيم علاقة مع الأحزاب أو الكتل السياسية، وإنما مع الدول وحكوماتها الشرعية، وإنه إذا حدث وفاز حزب الإخوان المسلمين ووصل بالانتخابات ووصل للسلطة بقرار من الشعب، فإن قطر لا يمكنها تجاهل التعامل معه، لأن قيادة الدولة تتبع لحزب معين، وأشار لعدم وجود حزب للإخوان المسلمين في قطر أو حتى أي حزب سياسي آخر.
 
وفي تقييمه للقمة الخليجية الأخيرة أكد أنها لا تختلف كثيرا عن القمم الخليجية التي جرت خلال فترة الحصار، وعبر عن أمله بأن تعقد القمة القادمة بأوضاع أفضل بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي.
 
وفيما يتعلق بالمنافع التي استلهمتها قطر من تجربة الحصار، شدد على أن أي منافع لا يمكن أن تقاس بالأضرار الاجتماعية والأمنية التي ألحقها الحصار بمنطقة الخليج بشكل عام، لكنه أكد أن قطر حققت منافع اقتصادية بعد الحصار من خلال التطور الكبير الذي طرأ على مجالات الصناعة والتجارة لديها.
 
غير أن الوزير شدد على خطورة الآثار التي أحدثها الحصار على النسيج الاجتماعي والتي طالت كل دول الخليج دون استثناء، وكذلك على الأمن الإقليمي للمنطقة والتحديات التي واجهتها خلال هذه الفترة.
 
وبخصوص العلاقة مع إيران، أكد أهمية إدراك وتقبل دول الخليج لإيران كجار لهم بالمنطقة، وأهمية الحوار المباشر بينها وبين هذا الجار لحل النزاعات بدلا من التصعيد، وقال إن قطر والكويت طالما دعتا لحوار مباشر مع إيران، التي عبرت مؤخرا عن عدم ممانعتها بالذهاب إليه.
 
وأبدى استعداد قطر للعب دور الوسيط بين إيران ودول الخليج العربي، لكنه أشار إلى أن الخصومة التي تفرضها عليها بعض دول المجلس تمنعها من لعب هذا الدور.
 
وفيما يتعلق بالمحور الإسلامي الذي سينعقد بعد أيام قليلة بماليزيا ويضم أيضا قطر وتركيا وإندونيسيا شدد الوزير على أنه منتدى وليس محورا، "فقطر تتجنب سياسة المحاور"، ووصفه بأنه منتدى فكري لمناقشة الأزمات التي تواجه الدول الإسلامية ومحاولة البحث عن حلول لها، كما أشار إلى أن الدعوة وجهت لجميع الدول الإسلامية وليس للدول الأربع فقط.
 
أما عن علاقة بلاده بالولايات المتحدة، فشدد على متانتها وتاريخيتها واستمراريتها رغم مرورها بمراحل اتفاق وعدم اتفاق، وتحدث عن روابط عسكرية وسياسية واقتصادية وتعليمية قوية بين البلدين.
 
وبشأن الموقف القطري من الأزمة بليبيا شدد على أن الدوحة دعمت منذ البداية اتفاق الصخيرات الذي توصل إليه الليبيون ودعمت حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دوليا، ووصف ما يحدث بليبيا بأنه حرب بالوكالات بين الدول التي تلاعبت باتفاق الصخيرات. 
 
كما رحب بالأنباء المتناقلة عن حوار سعودي يمني، لإنهاء الحرب هنالك لمصلحة الشعوب، كما أكد وقوف قطر إلى جانب المطالب الشعبية في العراق ولبنان، ودعا السلطات هناك للحوار مع شعوبها وعدم اللجوء من العنف، كما حذر بالوقت ذاته من استغلال المتظاهرين من أي أطراف خارجية.