المواجهة بين إيران والولايات المتحدة وصلت إلى نقطة التناقض حيث ان كلاهما تريدان الوصول إلى صيغة للحل السلمي ولا تريد اي منهما الاتجاه نحو الحرب ولكن كل منهما يتوقع أن يتنازل الطرف الآخر. ولهذا نرى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يعلن أنه مستعد لعقد اجتماع مع نظيره الأمريكي ترامب بعد الغائه جميع العقوبات كما ان وزير خارجيته ظريف أعلن أن الكرة في ملعب واشنطن فيما يتعلق بالإفراج عن المساجين. 
 
ثم اعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين عن استعداد بلاده لإنهاء العقوبات بعد قبول إيران بالشروط. ويبدو ان تلك الشروط هي الاي طرحها وزير الخارجية بومبيو قبل عام تشمل جميع المواضيع من حقوق الإنسان وصولا الى التدخلات العسكرية الاقليمية مرور بالقضية النووية. وكلما نقترب من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كلما تشتد حرص ترامب على عقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني حيث أن محض جلوسه مع روحاني تحت سقف واحد وخلال لقاء ثنائي يعطية مكسبا سياسيا هائلا لا يستغني عنه اي رئيس امريكي. 
 
ومن جهتها إيران تريد التخلص من الضغوط الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأمريكية وتبحث عن طريق يحتفظ بكرامتها. فإن حجم الصادرات الإيرانية من الخام تراجع الى 400 الف برميل من مليونين و400 الف برميلا قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. وهذا التراجع أدى إلى نقص كبير في ميزانية الحكومة خاصة للعام المقبل. 
 
وفي حين أن الايرانيين مجمعون على ضرورة البقاء في الاتفاق النووي  والمطالبة بعودة الولايات المتحدة إليه ولكن المشهد الأمريكي مختلف حيث أن ترامب يواجه ضغوطا داخلية للعودة الى الاتفاق النووي كما ان وزيريه الخارجية والدفاع السابقين كانا يخالفانه الرأي في الانسحاب مم الاتفاق النووي كما ان الأغلبية الساحقة من الديمقراطيين وحتى أغلبية  الجمهوريين عارضوه عند انسحابه من الاتفاق النووي. 
 
 الى ذلك وقد اكد برايان هوك ان بلاده لا تنوي معاقبة إيران وانما الحظر كان يهدف إلى تجنب الحرب وجر إيران إلى طاولة المفاوضات. 
 
وفي غضون ذلك يبدو أن وسطاء كاليابان وعمان لهما دور مهم لتحريك المياه الراكدة بين طهران وواشنطن. كما ان هناك خطوة ايجابية سويسرية لفتح قناة للتبادل المالي مع إيران. 
 
ان هناك سيناريوهات لاوساط حلول كالذي يتوقع تحقيقه من اليابان وهو استئناف شراء النفط الخام من ايران بعد اذن الولايات المتحدة والافراج مليارات من الاصول المجمدة الإيرانية لدى بنوكها وهي عبارة عن العوائدة النفطية الإيرانية التي تم تجميدها بسبب العقوبات الأمريكية.  ويبدو ان تلك السيناريوهات سيتم عرضها للرئيس الإيراني خلال زيارته لطوكيو من قبل رئيس الوزراء الياباني آبي شينزو. 
 
ولكن هل تقبل إيران بهذه الهدايا التي تعتبرها حتى الآن ضئيلة مقارنة مع ما تأمل تحقيقها من شروطها المسبقة؟ استبعد أن الاحتجاجات الأخيرة في ايران تركت تاثيرا سلبيا على قوة إيران في المساومة وربما اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة قد يضعف موقع الرئيس ترامب الذي سيخوض تلك المعركة ويدفعه إلى الانسحاب عن انسحابه النووي.