ساعة الصفر أعلنها المشير حفتر قائد الجيش الليبي، بالقول: الجيش منتصر لا محالة بإذن الله، بتحرك القوات الرابضة في محيط العاصمة طرابلس، للبدء في عملية اقتحام العاصمة لتحريرها من قبضة الميليشيات، بعد أن دعمت قيادة الجيش المحاور بكامل العتاد والسلاح، وحددت المهام، مع بدء العمليات وانطلاق ساعة الصفر، والتقدم نحو عمق طرابلس، تزامناً مع حالة إرباك شديد وهروب جماعي بين قادة الميليشيات، الأمر الذي يفسر حالة الانهيار الذي تمر به ميليشيات طرابلس.

 


ساعة الصفر للمرحلة الثانية، هي التقدم والاقتحام بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تمكن فيها الجيش الليبي من السيطرة الجوية الكاملة وإسقاط جميع الطائرات المسيّرة التي زود بها الرئيس التركي إردوغان ميليشيات طرابلس، وتمكن أيضاً من السيطرة المدفعية وإنهاك الميليشيات واستنزاف قواتها بجرها خارج العاصمة، ومن ثم بدء المرحلة الثانية لتحرير طرابلس التي كانت أسيرة الميليشيات، وبعد حالة من التغافل الدولي إزاء التدخل التركي في ليبيا.

 


التدخل التركي في ليبيا، لمناصرة جماعة «الإخوان» الإرهابية، هو غزو سافر ومستفز؛ حيث أنشئت قواعد عسكرية للطائرات المسيرة في مصراتة وطرابلس، من أجل مناصرة آيديولوجيا التنظيم الدولي للجماعة في تركيا، والمرفوضة من غالبية الشعب الليبي، فما تفعله الحكومة التركية جريمة مكتملة الأركان، وذلك بتدخلها في شأن دولة ذات سيادة، وعضو في الأمم المتحدة، من أجل الاستحواذ على الثروات الليبية. فهي تستغل حالة الفوضى، وترسل السلاح والعتاد، والمقاتلين الفارين من سوريا والعراق، وجعلت من ليبيا مأوى وملاذاً للجماعات الإرهابية، وميليشيات «الإخوان».
تركيا إردوغان التي سعت إلى نهب ثروات الشعب الليبي من خلال اتفاق مشبوه وقّعه رئيس حكومة الوفاق، لبيع ليبيا بثمن بخس، باتفاق يسمح لتركيا بانتهاك السيادة الليبية.

 


طرابلس العاصمة أسيرة لميليشيات الإرهاب العابرة للحدود، منذ سنوات، والتي تتنوع في الولاء بين «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان»، فسيطرة الميليشيات على العاصمة طرابلس كانت منذ الأيام الأولى لحراك فبراير (شباط) 2011. فأغلب الميليشيات في العاصمة تشكلت على أساس المال والمصالح المشتركة، وأخرى جهوية كميليشيات من مدن مصراتة والزنتان والزاوية، التي تتنافس على تقاسم النفوذ في العاصمة، وإن كان أغلب الميليشيات في طرابلس تشكل على أساس آيديولوجي كميليشيات تنظيم «الإخوان» الإرهابي، التي تتحالف مع ميليشيات المال والنفوذ.

 


ميليشيات الإسلام السياسي، وعلى رأسها تنظيم «الإخوان»، الذي كان ولا يزال يسعى إلى جعل ليبيا وثروتها بيت مال للتنظيم الضال والمبتدع دينياً والمفلس سياسياً، كانت تسعى للسيطرة على العاصمة ضمن مخطط السيطرة على النفوذ والمال في ليبيا كافة، بتحريض دائم ومستمر، وبأوامر من التنظيم الدولي، وخاصة بعد أوامر خيرت الشاطر القيادي في التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، والذي حرّض جماعته وأعضاء التنظيم الدولي خاصة الفرع الليبي على السيطرة على ليبيا وأموال ليبيا لاستعادة حكمهم لمصر بعد سقوط دولة المرشد في مصر، وما العاصمة الليبية طرابلس في نظر الجماعة إلا محطة ترانزيت.

 


مع انطلاق ساعة الحسم، حُسم الأمر وتلاشت أحلام «الإخوان»، باستمرار سيطرة ميليشيات الإسلام السياسي على طرابلس، فتقدم الجيش الليبي سيهزم ميليشيات الإسلام السياسي بإرادة ليبية خالصة، رغم التغافل والتجاهل الدولي لتهديد وخطر استمرار سيطرة ميليشيات «الإخوان» على عاصمة السلطة والمال، طرابلس الليبية، التي أصبحت مع موعد للتحرير من قبضة الإرهاب.