ذلك بما قدمت يداك وأنّ الله ليس بظلّامٍ للعبيد(سورة الحجّ ٩).
 
حسناً فعل الوزير جبران باسيل بإخراج نفسه وتياره من الاشتباك الجاري حول تشكيل الحكومة الجديدة، فهو يعلم قبل غيره أنّ من المُستحيل عودته شخصياً إلى صفوف الحكومة العتيدة، بما يًشكّل من رمزٍ استفزازيٍّ للفساد والفشل منذ توليه وزارات الاتصالات والطاقة والخارجية، على مدى أحد عشر عاماً متتالية، هذا فضلاً عن تواتر اتهاماتٍ عدّة تطال وزراء التيار الوطني الحر بالفساد وعقد الصفقات المشبوهة، في قطاعاتٍ عِدّة أبرزها الكهرباء والمياه والسدود والاتصالات، ووضع اليد على مناصب الدولة في الإدارة العامة والمصالح المشتركة والمؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية، بحشوها بالحزبيّين والمناصرين والمُنتفعين، ممّا ساهم بدورٍ هامٍّ في منظومة الفساد، التي تشارك من خلالها التيار"الباسيلي" المسؤولية مع أبرز شركائه في التسوية الرئاسية البائسة، ونعني بذلك تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي والثنائي الشيعي.
 
مهما يكن، وأيّاً كانت نتائج الأيام القادمة والحبلى بالأحداث الدرامية التي يحيا اللبنانيون هذه الأيام كوابيسها الشاقة، فاللبنانيون تواقون لاستقبال ولادة حكومة إنقاذية حيادية من أصحاب الكفاءات الوطنية والتكنوقراطية، قادرة على إخراج البلاد من عنق الزجاجة إلى رحاب الانفراج والاستقرار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتكذيب نبوءة جبران باسيل بفشل الحكومة العتيدة، ربما لخُلوها من شخصه الكريم، والعجب العُجاب بأنّ باسيل يتنبّأ بالفشل الذريع للحكومة القادمة(التي قد يرأسها الحريري)، وكأنّ الحكومات السّت التي كانت صنيعته طوال أحد عشر عاماً تركت وراءها أمثلة ناصعة في النجاح والتفوق والنمو والتقدم والرخاء.
 
وداعاً جبران باسيل:
 
ما طارَ طيرٌ وارتفعْ
 
إلاّ كما طار وقعْ.