هل ينطلق التطبيع بين ايران والولايات المتحدة .
 
هل كان من الممكن الإفراج عن عالمين إيراني وأمريكي المسجونين ثم تبرئة سجينتين ايرانيتين محبوبة قائدي ومريم جزائري في السجون الامريكية من التهم التي تسببت في ادانتهما من دون التفاوض؟ واذا تمت تلك الصفقة عبر التفاوض وهي فعلا كذلك فما ذا يمنع من التفاوض في مواضيع تهم البلدين كادخال تعديلات في نص الاتفاق النووي او ملف اليمن وما شابهه؟ 
 
واللافت خلال تلك المفاوضات غير المباشرة أنها تجري في وقت تشهد العلاقات الإيرانية الأمريكية مشادة او حربا كلامية بين الدبلوماسيين يتقاذف الطرفان اصناف التهم لبعضهما البعض ويكرر المسؤولون الأمريكيون عقوباتهم السابقة ويطلقون رصاص الحظر على قطاعات تم حظرها خلال عام والنصف من امثال طيران ماهان او الملاحة البحرية الإيرانية وهذا امر طبيعي للغاية حيث ان الدبلوماسيين يعتادون على اداء مهامهم وسط الضجيج والغوغاء المصطنعتين ولن ننس ان تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين رافقته تبادل تهم بالجملة بين البلدين ثم عبر دبلوماسية بينغ بونغ الرياضية كما ان دبلوماسية الإفراج عن الرهائن هي التي تسبق تطبيع العلاقات الإيرانية الأمريكية. 
 
وسبقت تلك المبادلات الإنسانية ان اقترح وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف للطرف الأمريكي البدء بتبادل المساجين ملقيا اللائمة على الامريكيين بالقول ان مريم جزائري المعتقلة الإيرانية التي ادينت في الولايات المتحدة بتهمة خرق العقوبات الامريكية ضد إيران اجبت ولدها في السجون الأسترالية! 
 
ويبدو ان العلاقات الشخصية بين الوزير ظريف وبين نظيره السابق بيل ريتشاردسون مندوب امريكا الدائم لدى الأمم المتحدة أدت دورا ايجابيا في تلك الصفقة الانسانية. وقال السفير ريتشارسون في مقابلة مع القسم الفارسي من قناة بي بي سي ان الرئيس ترامب ايضا بحاجة الى مكسب في كسر الحواجز تجاه إيران بعد فشله في تحقيق تقدم مع كوريا الشمالية. 
 
وفي السياق نفسه فإن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لليابان نهاية الشهر الجاري والتي هي الأولى من نوعها منذ 40 عاما تهدف إلى تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة عبر الوسيط الياباني آبي شينزو. 
 
ان إنهاء الأزمة في العلاقات الايرانية الأمريكية يصب لمصلحة الرئيسين ترامب وروحاني مع فارق يكمن في ان الرئيس ترامب لديه مصلحة شخصية حيث انه سيخوض معركة انتخابية ويحتاج الى انجازات مهمة في حين ان الرئيس روحاني يقضي ولايته الثانية وليس لديه مصلحة شخصية ولكن بلاده تزرح تحت العقوبات الأمريكية التي هي الاقسى والاعنف تاريخيا. 
 
وفعلا ليس لديهما فسحة من الوقت ويبدو ان كليهما جادان في إزالة التوتر عن علاقاتهما والتقدم نحو التطبيع.